مذكرات ألما

651 194 94
                                    

السلام عليكم.
كيف حالكم؟.

الفصل طويل أعزائي.

لن أطلب كثيرا فقط تعليق وتصويت منكم لاتبخلوا علي بهذا تعبت في الكتابة.

إستمتعوا.

• •
• •
• •
• •
•••••••••••••••••••••••••••••••••

كانت الليلة ساكنة، والممر الطويل الممتد بين الأشجار يبعث شعورًا مريحًا بالسكينة. أوراق الأشجار تتحرك بخفة مع نسيم الليل، وتلقي بظلال متناثرة على الأرض الحجرية تحت ضوء القمر. أولاي كان يسير ببطء، ملامحه هادئة ونظرته موجهة نحو الأمام، وكأنه غارق في أفكار لا يبدو مستعجلاً لإنهائها. خطواته الرتيبة أضفت على المشهد مزيدًا من السكون، لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا.

من خلفه، ظهرت سيلي فجأة. خطواتها كانت سريعة، لكنها حاولت أن تكون صامتة قدر الإمكان. وجهها كان يعكس مزيجًا من التردد والتصميم، وعينيها تتراقص فيهما نظرة غامضة. اقتربت منه تدريجيًا، حتى أصبحت على بُعد خطوات قليلة.

"أولاي!" نادت باسمه بصوت منخفض لكنه واثق.

استدار أولاي بهدوء، ملامحه كانت مزيجًا من المفاجأة والفضول. لم يكن يتوقع أن يراه أحد هنا، وبالتأكيد لم يكن يتوقع أن تكون سيلي هي من تناديه. رفع حاجبه قليلًا وسأل بنبرة هادئة:
"آنستي؟ هل تحتاجين شيئًا؟"

لكنها لم تجبه مباشرة. بدلاً من ذلك، مدت يدها بخفة وأمسكت بمعصمه. مما جعله يرمش بدهشة. لم تكن هناك كلمات تُقال في تلك اللحظة، فقط نظرة خاطفة من عينيها ونظرة استغراب واضحة من عينيه.

"تعال معي،" قالت بصوت منخفض، لكنه كان حاسمًا بما يكفي ليجعله يتبعها دون نقاش.

"إلى أين؟" سأل، لكن سيلي لم تجبه. بدأت تسير بخطوات سريعة، مجبرة إياه على اللحاق بها. كان بإمكانه أن يشعر بقوة خفيفة في قبضتها، وكأنها مصممة على شيء لم تفصح عنه بعد.

الطريق الذي اختارته سيلي كان يمتد بعيدًا عن الممر الرئيسي، نحو زاوية أكثر انعزالًا. الأشجار الكثيفة من حولهما بدأت تزداد قربًا، وكأنها تخلق حاجزًا طبيعيًا يحجب المكان عن أي عيون قد تراقب.

"يا آنسة،" قال أولاي مجددًا، ونبرته أصبحت أكثر استغرابًا. "هل لي أن أعرف ما الذي يحدث؟"

توقفت فجأة، مما جعله يضطر للتوقف بدوره، وكاد يصطدم بها. نظرت حولها بعناية، وكأنها تتأكد من خلو المكان من أي متطفلين.

"هل يمكن أن تشرحي لي ما هذا كله؟" سأل بصوت أكثر حدة، لكن ليس غضبًا، بل فضولًا مشوبًا بحذر.

أخذت نفسًا عميقًا ثم نظرت إليه، عيناها الواسعتان تحملان مزيجًا من الجدية والمرح. ابتسمت أخيرًا وقالت:
"أحتاج مساعدتك في شيء."

يخدمني ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن