الفصل الرابع والستون

30.6K 1K 170
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الرابع والستون

مَرر "عزيز" أصابع يده برفق على خُصلات شعرها الذي تناثر -أخيرًا كما تمنى- على وسادته ليُغلق عينيه، ويدس رأسه فيه هائمًا مستمتعًا بعبير رائحته.

خرج تأوهًا خافتاً منه عندما عادت أنفاسه ترتفع توقً لجولات أخرى من الحُب. عرفت شفتيه طريقها، وأخذت يديه تتحرك بخفة على جسدها لتفتح "ليلى" عينيها الناعستين، وتنظر إليه وبصعوبة خرج صوتها بعد قُبلته.

_ "عزيز"

صوتها الناعم الناعس الذي تسلسل إلى أذنيه جعله يرفع رأسه عنها، وقد غامت عيناه بعاطفة قوية لم تخمدها تلك المرات التي ظَنّ فيها أنه شبع، وارتوى من حُسنها.

اِفتر ثغره عن ابتسامة عندما وجدها ترفرف بأهدابها، وتتشبث بالغطاء الذي عليها. لم يمهلها لتتحدث أو تتخذ ردة فعل، وعاد يدفن وجهه في عنقها.

_ "عزيز" عايز جرعة كمان من العسل.

إلتهمها كمن يلتهم قطعة حلوى لا ينتهي مذاق السكر منها إلا بعد وقتً طويلًا.

ابتعد عنها بعدما شعر بالرضى، وهو يراها متخمة راضية، وقد أطربه سماع صوتها، وهي تُردد اسمه خلال علاقتهما.

هدأت أنفاسه وانفرجت شفتاه بابتسامة منتشية ليجذبها إلى صدره قبل أن تَمُد يدها، وتلتقط ثوب نومها لترتديه، وتستر جسدها.

_ رايحة فين يا حبيبتي؟.

سألها وهو يشدَّ من ضمها له، ويُحرر من يدها ثوب نومها؛ فسقط أرضًا.

أغلقت جفنيها للحظة حتى تتمكن من الكلام الذي خرج بنبرة مهزوزة ومتقطعة.

_ رايحة الحمام.

ابتسم "عزيز" وهو يُحرك أنامله على وجهها مُتجاهلًا ردها.

_ قوليلي حاسة بإية، وأنتِ في حضني، وصلك إحساسي بيكي.

عضت "ليلى" شفتها السفلى، وأرخت جفنيها بخجل، فهي لا تستطيع الرد على سؤاله، ووصف له ذلك الشعور الذي جمع بين الآلم والمتعة.

_ "ليلى" ممكن تبصيلي.

قالها ولم ينتظر لتستدير بجسدها نحوه بل باغتها بتحريكها جهته.

ضحك بقوة وهو يراها تُسرع بوضع كلتا يديها على وجهها، وتغمغم بأنفاس متهدجة.

_ مش هقدر أقول حاجة يا "عزيز"، ومش هعرف.

توقف "عزيز" عن الضحك، ورفع يديها عن وجهها لتنطلق من شفتيه ضحكة أخرى خافته.

_ طيب افتحي عيونك وبصيلي ومتخافيش مش عايز أعرف ردك رغم إن عادي يا "ليلى" و بيحصل بين الأزواج.

فتحت عينيها لتجده يبتعد عنها، ويتجه إلى طرف الفراش، وكاد أن ينهض ليلجمه سؤالها.

_ بجد!

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن