Part 18

3.6K 112 28
                                    

فِي مكان بعيد عن الأضواء وبعيد عن أزعاج الديرة..
بيت مهجور مظلم محد يتوقّع أنه فيه أحد يسكنه أو بالأحرى !
يستعمله لمخططاته الخبيثه ، شدّ على قبضته بعنف ينطق:كييف موجود ؟؟
****:والله هذا الي صار ياطويل العمر
مفلح بعصبيّة:وتوكم تعرفون انه جاء ! الحين كيف يمشي
مخططنا والزفت هذا موجود بالديرة
****:أنت أهداء ياطويل العمر عشان نقدر نفكّر زين
أنا اقول من شوري نتوكل على الله ونسوي مطلبنا
هز رأسه بيأس من غباء حرّاسه :صدق انكم غبي وماتفهم
لا أنت ولا الي معك اقولك هذا مايطوفه شي هذاا ذهيين انت تعرف وش
معناة ذهين ؟ وفوقها ضابط والله ماتمشي عليه
كان يسبّه دون أحترام أو رحمّة للشّيب الي خطّ شعره وشنبه
تنهد بضعف ينطق :أعتذر ياسيّدي بس مافيه حل ثاني يعني لو بنأجل
جيّتهم البنت مابتصدق مره ثانيه !
أستقام بكره وبكل ثانيه يتحسب على رعد الي خرّب له مخططاته
الي راسمه من شهور بتواجده بالديرة رفع راسه ينطق بحده:دق على ابو سجايا
انا بنفسي بكلمه يتأخر شوي وعروب دواها عندي ماعليك
ابتسم يدق له ويخرج يتركه يكلّم براحته ، كان يبدي له أحترام
كبير حتى في غيابه مايرضى أحد يسبه بالرغم من الي يسويه له
ألا انه مستحيل يخونه أو يقلّل من شانه كان الكل يستغرب حبه الكبير
لرئيسهم لكن الشي الي محد يعرفه أنّ مفلح على كثر ماسوا من مصايب
وخرّب بيوت ألا انه في جانب طيّب منه يغلبه بكثير من الأحيان
أول مره التقى فيها مفلح بوكيل أعمالها عايش كانت على طريق
خط مقطوع كان ملقى بأهمال وطايح أثر تعبه الشديد ومفلح ساعدها
ورجعه لأهله وصرف عليه سنه كامله لين طاب وعرض عليه
فكرة ان يشغّله عنده بعد مازيّف حقائق عايش يجهلها ومن ضمنها
انّه يدعي دور الضحية،
" في المكتب "
مفلح :اسمعنـي أجّل جيّتك لبعدين !
ابو سجايا:وشهوو ؟ انا باقي لي ٢٠٠ كيلو وأوصل
مفلح بحده:أنت تسمع من وين ؟ قلت لك لاتجي يعني لاتجي
ابو سجايا بعصبيه:أنت ترفع صوتك علي ياصبي!
عصّب مفلح ونطق بأستفزاز:تراك اذا جيت بتنقفط ويخرب
مخططك والشرطة بكبرها بالديرة يعني مقفوط مقفوط
رص على أسنانه بحده يقفل الخط منه ، ابتسم لأنه عرف
وتأكد انه مابيجي لين يعطيه أشاره ويبلغه ، تنهد بأرتياح ينطق:والحين نشوف وش
صار عليكم ياهلي وناسي ..ضحك بقوّة وأبتسم بخبث يحرك متوجه صوب الديره
« الديرة ، بيت الجد محمد »
كانت جالسه تنتظر اي خبر منهم وفزّت بسرعه
تقوم تفتح الباب من سمعت صوت خبط قوي على الباب
الجده عبير من خلف الباب:مين
نواف:انا ياجده نواف عرفتيني !
همست ب " اي " وكملت :وش بغيت ياولدي ؟
نواف:جبت لش أخبارهم
الجده عبير:الله يسعدك يابوي أنت بس عسى بس ماصار شي
بدا نواف يعلم الجده عبير وش صار تحت صدمتها وذهولها
أبتعد يتركها وقفلت الباب وهي تنطق:ويين بودي وجهي من الناس !
سوّد الله وجهك ياسليّم ، تنهدت بأسى يعتريها ثم أكملت خطواتها
لداخل

« بيت ابوغدي »
" غرفة غدي "
وقفت تطالع شكلها قدام المرآيه وهي على حالها بفستانها الوردي
الخفيف والروج السحري القديم ( كان لونه أخضر ) ومكحله عينها
أكتفت بأنها ماتسوي شي ولاتعبت عمرها لأن بالنسبة لها من هالمنبر
تغيّرت حياتها تماماً وأيقنت أنها أنتهت رسمي بهالحظه ، جلست
واضعه يدينها بحضنها مشبّكتها ببعضها من قو توترتها حاولت
تطمن نفسها أن سلمان طيّب ورجال يخاف الله يكفي انها كانت
تشوفهم وهم متجهين للمسجد لكن ماكانوا منتبهين عليها ولا لمحوها
ابتسمت بهدوء ؛ دامه دافع عنّي بوجه أبوي ماظن يطلع شخص سيء
توسعت عينها بصدمه من دخل عليها أبوها وبيده الكتاب عشان توّقع
عليه وتنطق بموافقتها أمام الشيخ والكل في هذي اللحظه بالضبط
حست بثقل كبيير وكل الكلام الي تحاول تطمّن فيه نفسها تلاشى
من شافت أبوها صاد عنها والوضع جدي فعلاً ومابه مزح
حدقت بنظرها على عيون ابوها لأخر مره تناظره تتمنى يلين
قلبه عليها لأنها مالها دخل بشيء ومظلومه من أتهماتهم
تقدمت تتماسك وقبل توقع رفعت راسها بحنيه لأبوها : بنتك يا يبه من أشرف البنات
وأطهرهم ولو صدقت فيها من كلام النقّالين ويشهد بها ربّ السموات والأرض
أهتزّت مشاعر ابو غدي خصوصا انها أمانه برقبته وبنته
الوحيده ومايدري شلون يكمل حياته بدونها لدرجة كبح دموعه
وابتعد عنها قبل تلاحظ ينطق بشدّة:اذا خلصتي هرجش الحقيني
اعطيه الموافقه ، تركها بدون يعطيها مجال تستوعب الي سمعته
من أبوها شخصياً ! وكأنه كان شخص ثاني غريب ماتعرفه
من اليوم تحاول تتمالك نفسها وتمسك دموعها لكن بعد كلامه
وشدته بأسلوبه أدركة انه مافي امل ولا مجال للصفح وهاضت
مشاعرها تشهق بعلو صوتها ماهي ثواني الا دخل عليها يمسك
يدها بعنف يقومها ينطق بغضب:قومي بسرررعه ومثل ماتفقنا
ان قلتي غير موافقه ولا شفت هالدموع لاوريش شغلش
ابتسم بسخريه يكمل:ولاتنسين تاخذين اغراضش معد عندي
بنت اسمها غدي !
ارتجف فكّها بأسى وخوف وبالفعل نزلت معه

مُناي يهل غيثك ويسقي جفا روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن