الفصل الثاني والستون

36.9K 1.1K 190
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الثاني والستون

تلك النيران التي كانت متأججة داخله ازدادت وَهَجَها فور أن تلاقت عيناه بعيني قصي، الذي بدا على ملامح وجهه الاسترخاء. اختفت ابتسامة قصي عندما وجد صالح يُحدق به بنظرة أصابته بالريبة.

_ مين يا قصي على الباب؟

تساءل بها الجد بقلق، لينظر قصي نحو صالح الذي لم يُبادر بأي تحية. توتر قصي وتراجع بخطواته للوراء ثم أشار إليه بالدخول.

_ هو ملهوش صوت ليه يا جدو؟ ده كان من ثواني شغال أمر فينا!

قالتها زينب التي وضعت رأسها على كتف جدها من الجهة الأخرى حتى تستطيع إقناعه بالمبيت معه وطرد قصي وليس هنَّ.

ازدادت عقدة حاجبي صالح واشتعل الغضب في عينيه عندما التقطت أذناه حديثها، ليرفع قصي يده ويمررها على عنقه قائلًا:

_ أهلا وسهلا يا كابتن صالح.

ابتسم الجد وهتف بصوت عالٍ:

_ تعالَ يا صالح، هو أنت غريب؟ وإزاي سامح للولد ده يوقفك كده على الباب؟

اِنفرجت شفتي صالح بابتسامة خفيفة وتحرك للداخل لتعتدل سما سريعًا من جوار جدها، وضمت ذلك الشال الطويل الذي ترتديه حول كتفيها.

_ مساء الخير يا سيادة اللوا.

تمتم بها صالح وهو ينظر نحو زينب التي اعتدلت في جلوسها وتجنبت النظر إليه، ليعود التجهم لملامح وجهه، لكنه كان مرغمًا على أن يتمالك نفسه.

_ مساء الخير يا سما.

ابتسمت سما ونظرت إليه بعدما استدار بجسده ناحيتها.

_ مساء النور يا كابتن.

ثم أردفت ضاحكة:

_ أنا قلت إني شفافة قدامك، لكن الحمد لله طلعت بتشاف عادي.

_ ليه يا حبيبتي، كنتي شايفة نفسك عفريت؟

قالها قصي مازحًا وهو يتجه نحوهم وقد نفض عن رأسه أخيرًا دهشته من عدم تقبل صالح له، رغم قلة اللقاءات بينهما.

_ اقعد يا بني وسيبك منهم، أنا مش عارف إمتى هيعقلوا ويبطلوا مناكفة.

ابتسم صالح ونظر إلى زينب بنظرة ثاقبة، تفحص فيها ملامحها التي ظهر عليها زينة وجهها.

_ اعذرني يا سيادة اللوا، خليها مرة تانية واجي أشرب القهوة معاك كمان.

كاد أن يتحدث الجد، لكن سما قطعت حديثهم بعدما توقفت عن منكافتها مع قصي.

_ عايز تمشي كده يا كابتن قبل ما أساومك على ترقية ليَّ، ده أنا مصدقت الفرصة جاتلي.

اتسعت عينا الجد بصدمة، ثم صاح بحزم رغم علمه بأنها تمزح معه:

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن