الفصل السابع: 🌪🥀

40 16 4
                                    

لقاء في ظل السجن

عائلة منير وصلت إلى السجن، حيث كانت الأسوار العالية تحيط بهم والشرطة تتجول في كل مكان. ياسين تقدم بمجموعة من الطعام والملابس.

"هذه الاطعام لمنير، يا سيدي الشرطي." قال ياسين بصوت محترم.

الشرطي التفت وبدأ في تفقد الطعام والملابس. "الفواكه والملابس لن تدخل الداخلة. بالنسبة للطعام، سنختار ما يناسب ونعيدهم بقية."

نظر ياسين إلى الشرطي بغضب. "هل تمزح معي؟ لماذا لا تسمح بدخول الملابس والفواكه؟"

أجاب الشرطي بحزم، "الملابس تدخل مرة في الشهر فقط، وبالنسبة للفواكه، هناك قواعد صارمة وللأسف ليس لدينا هذه الفاكهة المحددة للسجناء هذا اليوم. أما بالنسبة للطعام، سيتم تفتيشه قبل الدخول وسيتم مراقبته بعناية."

ياسين لم يكن مرتاحاً للرد، لكنه علم أنه لا يمكنه التدخل أكثر في هذه الأمور الإدارية الصارمة داخل السجن.و عندما اتجه إلى أم منير ليسلمها الملابس، ظهر شرطي آخر خلفه.

"ياسيد، هل هذه لأغراض منير؟" سأل الشرطي بصوت محترم.

"نعم، هل يوجد مشكلة؟" رد ياسين بلباقة.

الشرطي "سأدخل الملابس له، فهو سجين جديد."

"لماذا تساعدنا؟" سأل ياسين بدهشة.

ابتسم الشرطي بسخرية، "وهل ترفض مساعدتي؟ أنا أعلم أن السجين رقم 7 بريء، وأنت تعلم ذلك أيضًا."

هز ياسين رأسه و مبتسما و رجع الي مكانه الي جانب عائلته ينتضر رأيت منير

فتحوا الباب الكبير وظهرت مجموعة من السجناء ينتظرون. اقتربت العائلة من الزجاج الكبير حيث كان يظهر منير، بعيون حمراء ولباس خفيف، كانت ملامحه غريبة كأنه صغر بعشر سنوات. وجهه كان يعبر عن خضوع وتعب من أيام الاعتقال، لكن بقلب ينبض بالأمل عندما رأى عائلته تقف أمامه.

وسط أجواء من الصمت المهدئ، استقبل منير عائلته بعبارة تعبر عن الأسى والشوق المتزايد، "أمي، أين أبي؟ وأين إخوتي؟" صوته تسلل بتردد من بين الأسوار، يحمل في طياته عبء الانفصال والشوق المؤلم. كان وجهه يعكس مختلف المشاعر، من الحنين العميق إلى الأمل المتفائل بلقاء عائلته.

لام:"انهم بخير لكنهم مشغولون،بين الدراسة و العمل لا تقلق. "

امتزجت دموع الفرح والحزن على وجوه العائلة، وكأن كل نظرة تعبر عن الألم والحب في آن واحد. ياسين أمسك بيد والدة منير، محاولاً تهدئتها ومسح دموعها الهاربة، بينما تكاد الكلمات تتعثر في حناجرهم محاولة إيصال الدعم والقوة لمنير.

اخذ ياسين الهاتف:"اخي، كيف حالك، هل هناك من يزعجك، هل لديك مشاكل. "

منير: "السجن مملووء بالمشاكل، لكن انا بخير، لا تقلقوا، سأدفع الثمن حتي لو كنت بريئا. "

ياسين:" كم رقمك بين السجناء؟ ".

اجابه منير:"انه رقم سبعة، لماذا، ما المشكلة؟. "

" لا اسأل فقط من باب الفضول ياعزيزي": قال ياسين

"حسنا، ارجع لي امي قبل ان
اغادر":قال منير بسرعة

استدار ياسين الي خالته وقدم الهاتف لها كما طلب منير.

منير:" أمي، لم أسمع كلمك فوصلت إلى هنا، أنا أنال عقاب عصياني لك."

لأم بعيون حزينة:" لا تبكي، يا ولدي. هل تعلم أن كلماتك تؤلمني كثيرًا."

منير، والدموع في عينيه كشلالات: "أمي، أنا آسف جدًا، لكنني لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد. كلما أغمضت عيني، تذكرت تلك الليلة التي ستظل كابوسًا لأبدي."

اجابته لأم:" لا تفكر في هذا، يا ولدي. أنت بريء وليس لديك ما تحاسب عليه، لكن العدالة تحتاج وقتها. أنا أعرف قلبك النقي هذا وأفهمك..."

وقبل أن تنهي كلامها، دق جرس قوي يعلن عن انتهاء الزيارة ودخول السجناء إلى الزنزانات.

أنين العدالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن