☆روتين جديد
في اليوم التالي، استيقظ السجناء على صوت صراخ الشرطة الذي اخترق الهدوء: "استيقظوا! حان وقت التفتيش!" ارتفع الهمس بين السجناء، لكن الجميع عرفوا ما عليهم فعله. قاموا بالاصطفاف بسرعة، استعدادًا للتفتيش المعتاد.
كان الجو مشحونًا بالتوتر، حيث بدأ رجال الشرطة في فحص الزنازين والتأكد من أن كل شيء تحت السيطرة. منير، مثل البقية، وقف بصمت يراقب الأجواء بينما يمر الشرطي على كل سجين، يعدهم واحدًا تلو الآخر. كان الشرطي يتنقل بين الزنازين بعين حادة، يتفحص الأماكن والزوايا بحثًا عن أي شيء غير طبيعي.
وصل دور منير، ونظر إليه الشرطي للحظات قبل أن يتقدم . كان قلب منير ينبض بسرعة، ليس لأنه يخبئ شيئًا، بل لأن تلك اللحظات من التفتيش كانت دائمًا توتر الجميع. شعر بأن كل حركة أو همسة قد تُفسر بشكل خاطئ.
بعد تفتيش دقيق، تابع الشرطي طريقه إلى الزنازين الأخرى. انتهى التفتيش، وعم الصمت في المكان للحظات قبل أن يعيد السجناء إلى روتينهم اليومي.
بعد انتهاء التفتيش، شعر منير وكأن ثقلًا قد أُزيح عن صدره، لكن ذلك الشعور لم يدم طويلًا. عاد الجميع إلى روتينهم اليومي داخل السجن، حيث كل يوم يشبه الآخر؛ ساعات من الانتظار والتفكير والملل. كان منير يجلس في زنزانته، يفكر في المحادثة الأخيرة مع محاميته، وكيف أن الصبر كان مطلوبًا منه أكثر من أي وقت مضى.
بينما كان يجلس مستغرقًا في أفكاره، اقترب علي، الرجل المسن الذي كان يحظى باحترام الجميع في السجن بسبب حكمته وصبره، من منير. كان جسده منهكًا من العمر، لكن عينيه تحملان نظرة الأب الحنون. قال بصوت ناعم: "يا بني، هل أنت بخير؟ تبدو مشتتًا جدًا."
رد منير بصوت منخفض وحزين: "بخير يا عمي، أحاول أن أكون كذلك."
نظر إليه علي بحنان وقال: "أنصحك يا بني بأن تذهب إلى المكتبة، اقرأ القرآن وصلِّ، لعل الله يفتح لك أبواب الخير ويهدي قلبك."
شعر منير بارتباك وخجل، وأنزل رأسه قبل أن يجيب بصوت متردد: "لا أعرف كيف أصلي، لم أصلي من قبل."
ابتسم علي برفق وربت على كتف منير: "لا تقلق يا صغيري، الأمر بسيط جدًا. سأعلمك كيف تصلي خطوة بخطوة. الصلاة ستحمل لك راحة القلب وتخفف عنك كل هذا الثقل. لا تخجل، كل شيء يبدأ بخطوة."
نظر منير إلى عيني علي وشعر بطمأنينة غريبة، كأن هناك نورًا في قلبه بدأ ينير طريقًا لم يعرفه من قبل.
أوضاع البيت
في البيت كانت الأجواء هادئة كما هو الحال دائمًا. جلست نيل على كرسيها، وأمامها دفتر صغير. كانت تكتب فيه، لكن دون أن تعرف بالضبط ما تكتب. كانت تلك طريقتها في التعبير عن مشاعرها، إخراج ما في قلبها دون التفكير كثيرًا.

أنت تقرأ
أنين العدالة
Fantasyانين العدالة منير، شابٌ يعيش حياةً هادئة حتى يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل لم يرتكبها. يُساق إلى السجن دون أدلة كافية تثبت براءته، ليبدأ رحلة طويلة من المعاناة دامت عامًا ونصف. خلال هذه الفترة، يواجه منير القسوة من كل جانب: قسوة الزنزانة، قسوة المج...