13_ متاهة

786 75 63
                                    

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

"أمسك يدها برفق يقودها عبر ممرات الحديقة التي أعدها لها بصبر وحب..

كانت عيناها معصوبتين، لكن حواسها الأخرى أخذت تعوض ذلك الغياب... استنشقت بعمق لتغمرها رائحة الورد المنعشة فتسري فيها ذكرى بعيدة لأيام الطفولة، حيث كانت تذهب مع بلال لشراء الزهور لعطوره... إستمعت إلى حفيف الأوراق تحت قدميها وصوت خفيف للماء..

توقفت فجأة حين شعرت بيده تقبض على يدها بلطف أكثر ونطق بصوت ملؤه الحنان..

"هل أنتِ مستعدة؟"

همست بإبتسامة إثر الدغدغة في بطنها

"أشعر وكأنني في حلم،"

رفع يده ببطء إلى رأسها وفك العصابة برفق...
عندما فتحت عينيها أطلقت شهقة صغيرة متجمدة في مكانها...

إمتدت أمامها حديقة من الورود بكل الألوان التي يمكن أن تتخيلها، مزيج من الأحمر، الأبيض، والأصفر، كانت تنبض بالحياة في كل زاوية..

حركت شفتيها بإعجاب

" سبحان الله، "

ألحقت والدموع تلمع في عينيها،

"كيف...؟"

قال وهو ينظر إليها أكثر مما ينظر إلى الحديقة"

"أعلم أنكِ تحبين الورود ، لذا أردت أن أهديكِ مكانًا يليق بجمالك"

غمرتها السعادة و قامت بعناقه بقوة

. «"أسأل الله أن يحفظك لي من كل أذى"»

أحاطها بكلتا يديه ونظر في بنيتيها التي كانت تشع بهجة و سرورا ثم طبع قبلة على وجنتها الباردة إثر برودة الجو..

«"بهجتي أنت"»

قلبت عينيها في خجل ثم أفلتت من الحضن و قامت بإمساك يده تحثه على المشي معها في تلك الجنة أمامهما..

..............

لو سألتني عن ماهِيَّة السكينة بالنسبة لي لقلت لك:
'الثلث الأخير من الليل'

فقط ذلك الشعور أن الكون صامت و هادئ، لا أحد يقاطعك وأنت تبث شكواك لخالقك..

الله الذي وعدنا بالإستجابةِ، ينزل إلى السماء الدنيا بجلاله وجبروته كي يسمعنا نحن الضعفاء نبث شكوانا و نلوذ إليه بالدعاء..

إِسْتِجاَبَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن