الفصل الرابع: 🌪🥀

49 22 2
                                    

العودة إلى المدرسة تحت وطأة القلق

مرت يومان منذ أن تم أخذ منير إلى السجن، وكانت نيل تعيش حالة من التوتر والقلق. ورغم شعورها بعدم القدرة على الدراسة، إلا أنها قررت الذهاب إلى المدرسة، عازمة على مواجهة الواقع. جهزت حقيبتها وتوجهت إلى المدرسة.

عند وصولها، ذهبت مباشرة إلى الإدارة، حيث كان هناك بعض الأساتذة والحارس. اقتربت من الحارس، الذي كان يبدو متفهمًا لوضعها، وشاركت قصتها معه. "أعلم، يا ابنتي، لكن ماذا ستفعلين؟ هذا هو قدره." جاء رده ليؤكد لها أن الوضع خارج عن إرادتها، ولكنها لم تستطع إلا أن تشعر بالعجز.

طلبت نيل من المراقب أن يساعدها في تجاوز هذه المحنة، ووافق المراقب بدوره، مما أعطاها شعورًا بالراحة بعض الشيء. بعد ذلك، تحركت نيل باتجاه قسمها، وكانت لديها حصة رياضيات. ولكن بسبب حديثها مع الحارس والمراقب، فاتتها الساعة الأولى من الدرس.

عندما وصلت أخيرًا،فتحت الباب، نضر اليها لاستاذ وقد بدا عليه القلق. "آه، نيل. خير، لماذا تأخرت؟" سألها الأستاذ. أجابت نيل بلهجة متحجرة، "أستاذ، أنا أعتذر عن التأخير، لقد كنت أتحدث مع المراقب"

أخرجها الأستاذ إلى الخارج وطلب منها أن تتحدث بصراحة، "ما بك، نيل؟ ما هذه الأوضاع؟" لكنها ردت: "أستاذ. لا تقلق، كل شيء بخير." ابتسم الأستاذ قليلاً لكنه لم يستطع إخفاء قلقه.

عندما بدأ الدرس، كانت نيل تحاول التركيز، لكنها شعرت بأن الأعين تتجه نحوها، وعندما انتهى الدرس، اجتمع زملاؤها حولها، لكن لم يجرؤ أحد على طرح السؤال عن منير. كانت الأجواء مشحونة بالصمت، وكان الجميع يشعرون بالحرج.

في تلك اللحظة، اقتربت منها فتاة اسمها مايا، وقالت: "نيل، هل تريدين أن أساعدك في الكتابة أو في الدروس؟ أنا هنا إذا احتجت أي شيء." ردت نيل بطريقة عادية، "لا، شكرًا، لا داعي للمساعدة الآن."

أجابت مايا بابتسامة: "انا لا اشفق علي احد و انت تعرفين لكن..... لكن إذا احتجتني، سأكون هنا في أي وقت." شعرت نيل بأن هناك من يهتم بها، لكن لم يكن لديها القوة لتقبل المساعدة.

في ختام الحصة، اتجهت نيل إلى حمامات البنات، حيث قررت أن تتخلص من الاستماع إلى همسات الآخرين. أرادت أن تبقى بعيدة عن الأعين المتطفلة، وأن تأخذ لحظة لنفسها بعيدًا عن كل الضغوط التي كانت تشعر بها. أخذت نفسًا عميقًا وبدأت تفكر في كيفية مواجهة ما هو قادم، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة الواقع بمفردها.

و هي تستجمع أفكارها وتخفف من ضغوط اليوم الدراسي، دخلت صديقتها كريمة. لمحت نيل كريمة وركضت نحوها، احتضنتها بشغف وكأنها تبحث عن بعض الأمان وسط العاصفة التي كانت تعصف بحياتها.

أنين العدالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن