☆اللقاء لاخير
إتجه ياسين و أنعام الي مركز الشرطة و اخذوا بعض الطعام لمنير، في الطريق إلى مركز، كانت السيارة تسير بهدوء وسط شوارع المدينة المزدحمة، لكن الجو داخل السيارة كان مفعمًا بالترقب. ياسين كان ينظر إلى الطريق أمامه، بينما كانت أنعام تجلس بجانبه، تفكر في الأمور التي تنتظرها في اللقاء مع منير.
قطع ياسين الصمت وسألها: "ما رأيك يا أنعام في كل ما يحدث؟ هل لديكِ تصور عن الوضع؟"
تنهدت أنعام قليلًا قبل أن تجيب: "في الحقيقة، لا أملك كل التفاصيل حتى الآن، لكن سأستغل الوقت مع منير لأفهم الصورة الكاملة. لا أريد أن أحكم على شيء دون أن أسمع منه مباشرة."
أومأ ياسين برأسه متفهمًا. "أنتِ محقة، ليكن خيرا، لانني حقا تعبت.
أنعام ابتسمت بخفة وقالت: "سأفعل ما بوسعي.
استمرت الرحلة بصمت مرة أخرى، وعندما وصلوا إلى مركز الشرطة، نزل ياسين وأنعام من السيارة وتوجها نحو المدخل. استوقفهما الشرطي، وبعد مراجعة سريعة، أشار إليهما قائلاً: "يمكن لأنعام الدخول وحدها. لكن ياسين، لا يمكن أن تدخل."
احتج ياسين بلطف، لكن الشرطي أصر على قراره. لم يكن أمامهم خيار سوى الانصياع، فابتعد ياسين بخطوات متثاقلة، بينما تقدمت أنعام وحدها.
عندما وصلت إلى باب غرفة النظارة، فتح الشرطي الباب ببطء، ودخلت أنعام إلى الداخل. هناك، رأت منير جالسًا، رأسه منحنيًا نحو الأرض، وملامحه غارقة في الحزن والإحباط. وعندما رفع رأسه أخيرًا ورأى أنعام أمامه، كانت الصدمة واضحة على وجهه. نهض بسرعة وركض نحوها، وكأنه وجد في وجودها العزاء الذي كان يفتقده.
احتضنها بقوة، وكأنه يراها تمثل عائلته كلها، وبدأ يبكي بحرقة. كان يردد بصوت متقطع: "أنا لم أفعل شيئًا... أنا لم أفعل شيئًا." ظل يكرر تلك العبارة مرارًا، وكأنها الطريقة الوحيدة للتعبير عن مشاعره العميقة.
أنعام، بحنان وهدوء، بدأت تهدئه وتداعب شعره بلطف. همست بصوت مطمئن: "أعلم يا صغيري... أعلم. اهدأ الآن."
ثم أمسكت بيده بلطف، وقادته نحو الكرسي القريب وقالت: "تعال، لنجلس هنا ونتحدث بهدوء. كل شيء سيكون على ما يرام، فقط اهدأ."
مسح منير دموعه بيديه المرتعشتين وقال بصوت مكبوت: "أنا لا أطلب سوى أن تصدقيني، لم أكن أريد أن أكون جزءًا من هذا. لقد سقط هاتفي في سيارة المجرم عندما كنت أحاول مساعدته، وعدت لأخذه. عندها وقعت الجريمة... رأيت كل شيء، لكني لم أشارك. لست بقاتل، أفهميني."

أنت تقرأ
أنين العدالة
Fantasyانين العدالة منير، شابٌ يعيش حياةً هادئة حتى يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل لم يرتكبها. يُساق إلى السجن دون أدلة كافية تثبت براءته، ليبدأ رحلة طويلة من المعاناة دامت عامًا ونصف. خلال هذه الفترة، يواجه منير القسوة من كل جانب: قسوة الزنزانة، قسوة المج...