اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
توشحت السماء برداءً اسوداً تغطيها الغيوم الحزينة كل شيء كان باهتاً و مظلماً ، اختفت الألوان جميعها تتلون الحياة بلوناً رمادياً كئيب.
بكت السماء تصب دموعها تبلل الأرض تثير اندهاش الساكنين فقد ودعوا الشتاء و مضى فما بالها السماء تعود لإنزال غيثها!
ولكن لم يشكو أحدهم من ذلك ، فكانت الأمطار تبلل اجسادهم و تختلط الدموع معها تصطحبها إلى الأرض تسقي التربة بالدموع الحزينة.
أجسادهم تفرقت تحيط ذلك القبر الذي دفن تحته جسد من لم يذق طعم الحياة يوماً، بين لوعة الألم و صفعات الزمن انقضى العمر ذاهباً.
أصوات البكاء و الشهقات المسموعة كانت تملأ المكان ولم يكن أحدٍ من الحاضرين متفرجاً فقط بل أنهالت الدموع و حزنت القلوب تطلّق الأفواه تنهيدات الحزن و الحسرة.
إلا هو...كان جالساً هناك بصمت ، كفيه التي تبللت بفضل المطر كانت تتلمس تربة القبر بهدوء عيناه فارغة من الشعور، تتفقد الوجوه و تلمح تلك الدموع و تعابير الحزن و الأسى.
تبصر عيناه الخالية جميع أفراد عائلتهُ يقفون حوله ولم تختلف حالتهم عن بقية الحاضرين بل كانوا أسوء بكثير.
إذاً لما لم يكن كـ حالهم؟
لما يشعر أن لا روح في جسده ولا تستطيع عيناه ذرف الدموع كما يفعل والديه؟
أو حتى يفقد السيطرة على نفسه و يسقط منهاراً كما يحدث مع شادن الآن و نساء القرية من حولها؟
حسناً لن يشتكي أن كان يبدوا كـ جيمين الذي يقف في الخلف بالقرب من الشجرة بعيداً عن الأعين و يبكي بصمت بعيناه التي تصرخ بالفقد.