الفصل لاول: 🌪🥀

137 51 18
                                    

بداية الفاجعة💥


**"حينما يقف الإنسان وحيدًا أمام محكمة القدر، تصبح الحقيقة عبئًا ثقيلًا، والعدالة أنينًا لا يسمعه سوى المظلوم."**


كان يوم الخميس، وأشرقت الشمس بلونها الذهبي على المدينة، مما أعطى نهاية الأسبوع لمسة من الفرح. خرجت نيل من المدرسة، قلبها مليء بالبهجة، إذ كانت تنتظر بفارغ الصبر بدء الإجازة. خطواتها خفيفة، عينيها تتلألأ بالسعادة وهي تتجه نحو المنزل. لكنها عندما وصلت، صدمها المشهد الذي كانت تتوقعه.

عندما فتحت الباب ودخلت إلى الداخل، استقبلتها صورة غير عادية: عائلتها الكبيرة، التي كانت عادةً تعج بالضجيج والضحك، اجتمعت في غرفة الجلوس في صمت ثقيل. كان الغموض يلف الأجواء، والوجوه تنطق بالقلق.

توجهت نيل بفضول نحو الباب المغلق للغرفة، حيث جاء صوت خالها حكيم، محملاً بالدهشة والغضب: "ماهذه المهزلة؟"

توقف قلب نيل، وكأن الكلمات سُحبت من فمها. انتفضت في مكانها، وعقلهها انتقل فوراً إلى شقيقها منير. نظرت بترقب إلى داخل الغرفة، عينيها تبحثان عن منير في كل زاوية، لكن ما وجدته كان الفراغ. لا أثر لأخيها في الغرفة. شعرت بنبضات قلبها تتسارع، وكأنها تبحث عن خيط أمل في بحر من الضباب.

استدارت نيل ببطء، وتقدمت نحو الجلسة، حيث اكتشفت أفراد عائلتها يجتمعون حول طاولة في حالة من الصمت المشحون. هرعت إليهم، محاولة فهم ما يجري، بينما كان كل جزء من كيانها يهتف بأمل ضعيف أن يكون هذا مجرد سوء فهم.

لم تكن تدري أن هذا اليوم سيضعها على حافة التغيير، حيث ستواجه أسوأ مخاوفها وتدخل في عالم مليء بالألم والظلام، فقط لتكتشف أن تلك الكلمات لم تكن سوى بداية لفصل جديد ومؤلم في حياتها. نظرت نيل إلى الحاضرين، وعينيها ملؤهما القلق والخوف، بينما كان قلبها يدق بسرعة. اقتربت من الوسط، محاولة السيطرة على نفسها وسماع التفاصيل التي قد تفسر الموقف الغامض. بصوت يرتعش، سألت: "هل أخي... كيف يمكن أن يكون هذا؟"

لكن قبل أن تنهي جملتها، فتح الباب ودخل جدها، وقد بدا مرهقًا وغير قادر على حمل نفسه. تهاوى إلى الأرض، وضرب بين يديه بشدة، وهو يصرخ: "آه، يا حفيدي، لقد غدر بي!"

تجمدت نيل في مكانها، تشعر بأن قلبها يكاد ينفجر. كانت تحاول جمع أفكارها في خضم الفوضى التي تسود الغرفة. بدأت تستمع إلى المحادثة التي تزداد توترًا، كل كلمة كانت تضعها أمام حقيقة أكثر إيلامًا.

قال والدها أحمد بلهجة محبطة: "يقول إنه بريء، وأنه لم يقتل أحدًا. فقط شهد على الجريمة."

أنين العدالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن