«من سرق قطعة الجبن الخاصّة بي؟» قالت فيليسا والشرر يتطاير من عينيها وهو يحمل لون شعرها الأحمر.
«قرأت هذا الكتاب، أرشحه بجدارة.» أجابت جيجي بسذاجة.
«أنا من سترشّح لحمك كغداءٍ لثعالبي، أخبروني أين قطعة الجبن الخاصّة بي؟!» بلغ غضب فيليسا أوجه، لابد أنها كانت تتضوّر جوعًا.
«ياللمسكينة، لا بأس يا عزيزتي، المهم أن لا تُلمس فاكهتي الاستوائية، لقد أحضرتها خصّيصًا من موطني.»
«ياللمسكينة، لا تعلم أن البرّاد الآن فارغ كأيّامنا هذه.» تكلّمت فيليسا مقلّدة مارين بنفس أسلوبها.
«ماذا؟ سأقاضي صاحب هذا الفعل!» صاحت مارين من صدمتها وجرت نحو المطبخ.
«هذا غريب، من يستطيع أكل كل هذا القدر دفعة واحدة.» تساءلت بيج، شيئًا فشيئًا، اتّجهت الأنظار نحو أودري بسخاء.
«ماذا هناك يا رفاق؟»
«أنت هادئة وصامتة، لكن عندما يحين وقت الأكل، يصبح فمك بحجم البالوعة.» طغت نبرة الغضب على كلام فيليسا.
في هذه الأثناء، دخلت ليلك، أو اقتحمت البهو بالأحرى، على بعد شفة من البكاء: «صندوق مجوهراتي، اختفى ولم أجد غير المجوهرات.»
«أليس هذا أفضل من أن تختفي المجوهرات؟» تساءلت سام.
«المجوهرات مقلّدة، لكنّ الصندوق من الذهب الخالص!» بدأت ليلك تنتحب بالفعل.
تصنّمت فيليسا لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها، ثم أردفت قائلة: «أنا أيضًا اختفت قطع الجبن الخاصّة بي، لأول مرّة، من البرّاد. ولا أدري الآن أين أبحث، بحثت في كل ركن من القلعة اللعينة قبل أن آتي إلى هنا ولا أدري أين اختفى!»
جذب الحديث مارين الّتي عادت لتوهّا بخيبة أمل كبيرة، فأشياءهم المفقودة ليست بذلك البريق لكنّها مهمّة للغاية، باستثناء صندوق ليلك لكونك ليس ضمن إطار الأكل.
«منذ متى هو مفقود؟» سألت مارين ليلك.
«منذ ظهر اليوم.» آجابت ليلك.
«ماذا؟ هذا وقت اختفاء جبني أيضًا!» التفت فيليسا مؤشرة نحو مارين: «وفاكهتها أيضًا.»
«لقد زاد الأمر عن حدّه بالفعل، لنذهب ونبحث عن أغراضنا!» عزمت ليلك على الأمر تكريما لصندوقها الغالي، وكذلك فعلت مارين وفيليسا، ثم باشرن بقلب أرض القلعة مرة أخرى.
تفرّقت الفتيات يبحثن في جميع أنحاء المملكة، وأصبحت الفوضى تعمّ الأرجاء، ولأن جنودنا هم خيرة المتعاونين، فقد خلت القلعة من نفس أي جندي ثانٍ غير فيليسا، مارين وليلك، واختفى البقيّة في إجازة لم تُقرّر لهم، لأن الجنرال بدورها مختفية وسط كومة الأوراق الكبيرة.
