𝐇𝐈𝐃𝐃𝐄𝐍 𝐋𝐎𝐕𝐄

𝒎𝒊𝒅𝒅𝒆𝒏 𝒍𝒐𝒗𝒆|01

أستـيـقظ كـل يوم وهو يـدخـل غـرفتي، يقتـحم صـمتي الذي صار مـلاذًا لي الـيد التي كـنتُ أظن أنها تـحملني في لحظات ضعفي أصـبحت الآن أداةً للضرب لانتقامه مني كـل ما يفعله يعيدني إلى تـلك اللحظة التي فـقدت فيها كـل شيء.  الـمفترض أن يكون ابي مـلاذًا لي ولـكن بـدلًا من ذلك أصـبح مـصدرًا لِجـراحي

هـل أنا الـسبب؟ هـل كان من الـمفترض أن أكون قـوية بما يكفي لتحمل هـذا؟ لِمَ لا أستطيع أن أهـرب؟ إلى أين أذهب؟ كـل الطـرق تـؤدي إلى جـدران لا أستطيع تـجاوزها أصـمت أبتـلع دمعي وأمضي في يومي وأنا أحاول أن أجد نفسي في هـذا الـصمت الـمخيف الألم جـزءًا من جـسدي كـما لو أنه تـحول إلى رفيق لا يفارقني مع كـل ضربة مع كـل كلمة جارحة أتـساءل هـل هناك نـهاية لهـذه المعاناة؟ أم أنني سـأظل أسـيرًا لها إلى الأبـد؟

لا أحد يـشعر بي لا أحد يرى ما أعيشه لا أحد يعرف كـم أتعذب كـم أشتاق ليوم واحد من الـسلام كـل ما أتمناه هو أن يجد أحدهم طـريقًا إلى قلبي، ولـكن هـل هناك من سيـهتم؟

---

هــربتُ مـن الـمـنزل بــعد أن ضُـربتُ مـن قِبَل والدي ولسببٍ بــسيط أنني طلبت مـنه فـقط أن أعود للدراسة فـي الجامعة كـباقي الفتيات فـي سني إنه أبسط حق لي ولكن حلمي ذلك كان بــعيداً جــداً...

كان عـمري آنذاك 18 سـنة فـقط عـندما قـرر أبي أن يوقفني عن الدراسة ويسحب ملفي مـن المدرسة الثانوية دمر كـل أحلامي التي كنت أطمح لتحقيقها فـكل شيء بدأ يتساقط مـن بين يدي، وكل حلم كان يرتسم فـي عقلي بدأ يتلاشى

والآن وأنا فـي سـن 24 أعيش تعاسة ودماراً فـي نفس الوقت لا أستطيع الهروب مـن قدري المظلم، وأشعر بأنني عـالقة فـي دائرة لا نـهاية لها...

أركض بــتخبط خطواتي غـير متوازنة أشعر أن جسدي أصبح عبئاً على نفسي أقدامي ثقيلة لا تستطيع حـمل ثقل جسدي الذي أصبح كـل جزءٍ فيه مؤلماً..!

أشـعـر أنـنـي فـقـدت مـشـاعـري لـم أعـد أشـعـر بـأي شـيء لا فـرح لا خـوف ولا حتـى حـزن لقد انـتهى شـغفي بـكل شـيء أحبـبـته كـنت أقـاوم هـذا الشـعـور لـفترة طويلة، ولكننـي الآن وجـدت نفـسي فـي قـاعٍ مـظلم بـلا أمل

كـل شيء أصبح لا شيء بنظري لا أنكر أنني شعرت بالخوف، ولكن ليس خوفاً مـن الموت أو الخطر، بل خوفاً مـن فقدان شعوري بالحياة حتى الحـزن أصبح أحياناً أفضل مـن أن أشعر بالفراغ الـتام كنـت أراقب الأشـياء تـتسـاقط مـن بي_ن يدي، بصمت وكأنني لا أمـلك القوة لــفعل شيء حيالها. هذا كان اختياري، رغـم أنـني لم أكن أرـيد أن أكون فـي هذا المكان