ألقى نظره على صديقه الذى ينظر لها بصمت، يضغط على أسنانه وهو يلعنه بداخله على الحالة التى أوصلها لها، وضع الكيس الذى يحمله أرضاً مقترباً منه وجذبه معه للخارج، ثم أقفل الباب مستديراً يلكمه على وجهه يجذبه من رقبته صارخاً به ( عملتلها إيه خليتها كدا)

لم يرد عليه فقط ينظر أرضاً شكلها وهى تنهار يُعاد أمامه، هزه شريف بعنف ( فوق يا مازن إنت مش كدا.. مش هسمحلك تتحول بالشكل دا.. أخوك عمره ما كان هيرضى تعمل اللى بتعمله دا.. إنت سامع )

ظل مازن صامتاً، فتنفس شريف بغضب ناظراً لدموع صديقه التى سقطت على يده، فجذبه ليحتضنه بحزن.. يعلم أن هذا دون إرادته، يعلم أنه يتألم من أجل أخيه، لكن لن يسمح له أن يأذى نفسه ويأذى أحد لا ذنب له..

إبتعد مازن عنه يمسح دموعه، مقترباً من باب المنزل وأغلقه بالمفتاح عليها،ثم إستدار له قائلاً ( تعالا نروح البيت التانى )

ضيق شريف عينيه يتسائل بعدم فهم ( هتسيبها لوحدها )

تنهد مازن ملقياً نظرة عليه قبل أن يركب سيارته ورد عليه ( هرجعلها بس لازم نخبى الورق )
............................

سمعت سيلين صوت سيارة تتحرك مبتعدة عن البيت.. قَبلت رأس قطتها، وقامت متجه للباب تتمنى أن يكون مفتوحاً.. وكالعادة لحظها العسر وجدته مغلقاً ، فضربته برجلها بعنف وجلست بجانبه واضعة قطتها بين ذراعيها تنظر لها وللمكان حولها..

ضحكت عندما شعرت بلسان قطتها يلعق وجنتيها، فمالت بوجهها تشعر بالدغدغة، قائلة من بين ضحكتها ( خلاص يا لولى كفاية أنا همسحهم)

لكن لا حياة لمَن تنادى، ظلت تلعق خديها تنظر لها تتأكد من إزالة دموعها، لطالما كانت هذه عادتها كلما كانت تبكى، بدلاً من أن تجد يد تمسح دموعها، كانت تقوم قطتها بهذه المهمة مستخدمة لسانها الصغير..

عبست سيلين بإصطناع تمسح وجنتيها قائلة ( قولتلك متعمليش كدا )

كان الرد لعق القطة لها مرة أخرى، فإبتسمت سيلين تُقبل خدها.. شعرت بالدوار يصيبها مجدداً فضربت رأسها بخفة، لا تريد أن يتعب جسدها الآن..

رأت كيس بجانبها يحتوى على طعام فإلتقطته ترى ما فيه..وجدت ماء وأكياس شيبسى وبسكوت، تنهدت بقلة حيلة وأخذت الماء واضعة باقى محتويات الكيس بجانبها.. شربت حتى إكتفت كانت تشعر بالعطش الشديد، ثم نظرت ل لولى بتعب، تمرر نظرها بينها وبين شنطتها قائلة بخفوت ( لولى هاتيلى الشنطة)

ولأنها حقاً تفهمها نزلت من حضنها واضعة الشنطة بين أسنانها الصغيرة متجهه لها، فأخذتها سيلين تربت على رأسها.. بحثت بداخل شنطتها، لتبتسم تُخرج طعام لولى ووجدت تفاحتين أخذت واحدة.. ثم وضعت طعام لولى بجانبها لتأكل منه وقضمت تفاحتها تأكلها..
............................
فى المستشفى

حنان القاسى Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum