الفصل السادس والأربعون

9.7K 535 74
                                    

الحبّ الحقيقي لا يحتاج لقصائد الشعراء كي يبوح ويعلن عنّ ذاته بحروفٍ وكلماتٍ وقوافي وآهات، فهو كقرص الشمس الأبلج في وضح النهار أمام الوجود قائلًا: ها أنا ذا أحترق نورًا لأجلك.

-مُقتبس.

#الفصل_السادس_والأربعون
#معشوقة_النَّجم

بسبب بعض الأعطال الكهربائية التي أصابت البيت، قررا الذهاب إلى فندق آخر يتمتع بالتمدن حيث يتواجد فيه شبكة أكثر إستجابة من غيرها، دون السيـر على الأقدام عدة كيلو مترات من أجل إجراء مكالمة هاتفية للاطمئنان على أفراد العائلة، لتكون الخاتمة مسك كبدايتها، وقد بقى لهما على الرحيل عدة ساعات.

رفعت هاتفها على وشك الإتصال به اختصارًا لبحث ليس لهُ داع، لكن قهقهته المُميزة جعلتها تُدرك قُربه، فالتفت على مصدر الصوت وجدته واقفًا مع فتاة أقل وصف لها مرسومة
تتمتع بالدلالٍ الواضح، بنفرة خصلاتها مع ميلة
رأسها المائعة، عينيها مثبتتان عليه وبهما لمعة لا ينكرها حدس الأنثى داخلها، وطابع الجرأة يزينها بملابس السباحة القطعتين وبالكاد ترتدي فستانًا شفافًا وجوده ليس له داع، كبحت أنفاسها وضوت عينيها ببريق زُمردي يشع وهجًا مقيتًا تضاعف حينما وجدتها تلامس كتفه العاري بحركة برعت في إظهارها عفوية وإن لم تكن كذلك بالنسبة لها ولكن يده كانت أكثر جوابًا مسارعة في إزاحتها

وفكرة أن تكون طرف زائدًا في الصورة غير مناسب، فتحركت نحوهما بابتسامة كلاسيكية
ونادت بعذوبةٍ:

-حبيبي.

التفت على صوتها لتتحول القهقهة إلى ابتسامة يعلوها نظرة مرتضية للغاية، فضم خصرها وهو يلتفت إلى تلك الفتاة برأسه:

-أعرفك يا تمارا.

التفت إلى رُوبين التي أبدعت في رسم ملامح أرستقراطية، ورفع أنفها بحركة مُغترة
فتعمقت ابتسامته رغمًا عنه وهو يقول:

- المهندسة رُوبين السالمي، مـراتي.

ثُمَّ تابع:

-أمّا تمارا الديب بتكون بنت شريك والدي في مشروع العاصمة الجديد، وأعرفها من لمَّا كنا في ألمانيا أصلها مستقرة هناك مع مامتها.

التفت إلى الفتاة التي تغنجت بعدم استيعاب لازال عالقًا بها:

-أنا لحد دلوقتي مش مصدقة إنك عملتها، بقى كازانوڤا يتجوز وكمان جاي بمراته شهر عسل هنا.

تولت رُوبين التحدث بنبرة واثقة مع ميلة شفتيها:

-رُوبين السالمي متتحطش في مقارنة مع حد.

ضحكت الفتاة بارتباكٍ وأوضحت:

-طبعًا يا روحي، بس أصلك متعرفيش نجم الراوي أشهر من نار على العلم أصله كان

قاطعتها بعدم اهتمام، لم يكن الأمر محبذًا لها أن تقف وتستمع إلى قصص وعلاقات زوجها القديمة:

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن