عناصر الدمار: الفصل الثاني؛ من غياهب النسيان

31 3 3
                                        

تحت سماء ملبدة بالغيوم، تجمعت الرياح العاصفة كأنها تستعد لتشهد الفصول الأخيرة من المعركة. كانت مدينة "أورا" تبدو كأنها كتلة من الدخان والدمار بعد المواجهة الشرسة، التي انتهت بانتصار جاسر. وقف هناك شامخًا وسط الأطلال، بينما كان أمامه كارل وكينو، مقيدان بسلاسل تتلألأ بقوة سحرية غامضة، نظراتهما مليئة بالغضب، الخذلان، والصدمة.

في لحظة مليئة بالتوتر، ظهر فجأة من خلف جاسر شخص يرتدي بذله بيضاء. فوضع يده على كتف جاسر برفق، كأنه يريد تهدئته، أو ربما لتنبيهه.

تفاجأ جاسر بظهوره في هذا المكان البعيد، وسأله بمزيج من الغضب والدهشة: "ما الذي تفعله هنا يا أكرم؟ كيف تترك ذلك الفتى وحده؟"

أجاب أكرم برباطة جأش وهو يبتسم ابتسامة صغيرة: "سنتحدث في هذا الموضوع لاحقًا، حسنًا سيدي." ثم التفت إلى الاثنين المقيدين، كارل وكينو، وقال بسخرية متهكماً: "أه، إذًا هذان هما المتسببان في هذه الفوضى! لم أكن أتوقع أن تستطيع التعامل معهما وحدك."

رد جاسر بصرامة: "بما أنك فهمت الوضع، فلا داعي لشرح المزيد. سنأخذهما إلى مملكتنا لمحاكمتهما."

كارل أدار وجهه بصعوبة عن جاسر، كأن صمته أكثر عنفًا من أي احتجاج.

تساءل أكرم بفضول: "لماذا سنأخذهما؟ أعني، ما الهدف من أخذهما إلى مملكة الصخر؟ يمكننا إجراء المحاكمة هنا على أراضي الإمبراطورية. ألن يكون هذا أسهل؟"

رد جاسر بحزم وصوت ثابت: "أكرم، لا تكن غبيًا. هناك مؤامرة تُدبّر في الخفاء، والموضوع واضح وضوح الشمس. فهل يمكنك أن تفسر لي لماذا لا يوجد أي جنود في المنطقة للدفاع؟ غير ذلك، أنا لا أثق في أحكام الإمبراطورية أساسًا. اقتياد هذين إلى مملكة الصخر سيكون خيارًا أكثر أمانًا في الوقت الحالي حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر. فنحن لا نعلم إذا كنا سنستطيع الحفاظ على المعاهدة بيننا بعد هذه المجزرة أم لا. لو كان بيدي الآن، لقمت بإعدام هذين الاثنين فورًا، لكن لا أظن أن هذا سيحل المشكلة. لذا اظن ان لا خير اخر، أفهمة؟"

***

معاهدة السلام بين ممالك العناصر والإمبراطورية:

تُعد معاهدة السلام بين ممالك العناصر وإمبراطورية السحر إحدى الركائز الأساسية للحفاظ على التوازن والاستقرار في القارة. تنص هذه المعاهدة على منع مستخدمي العناصر من دخول أراضي الإمبراطورية، كما تحظر على السحرة الإمبراطوريين دخول أراضي الممالك. ويهدف هذا الاتفاق إلى الحد من الاحتكاك المباشر بين الطرفين وتجنب أي صراعات قد تؤدي إلى اندلاع الحروب.

السبب في ذلك يعود الى عداء قديم بين الشعوب من مستخدمي القوى المختلفه بين السحر والعناصر،

في حال حدوث أي خرق لهذه القوانين، يتم تقييم حجم الانتهاك وتحديد عواقبه من خلال مفاوضات بين الطرفين. وتشمل المعاهدة بندًا يلزم كل طرف بتحمل المسؤولية عن أي عمليات إرهابية يرتكبها أفراده على أراضي الطرف الآخر. فإذا قام أحد مستخدمي العناصر بأعمال عدائية داخل الإمبراطورية، تتحمل ممالك العناصر كامل المسؤولية عن أفعاله، والعكس صحيح؛ إذ تتحمل الإمبراطورية المسؤولية عن أي انتهاكات يرتكبها سحرتها داخل أراضي الممالك. حتى لو لم تكن هذه الأفعال مدعومة رسميًا من الحكومات، فإن الطرف الذي ينتمي إليه المذنب يُعتبر مسؤولًا عن تصرفاته.

عناصر الدمار/ The Element Of Destructionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن