🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل الثاني والخمسون
هناك شعور يجثم على روحها لا تفهمه أو رُبَما تستطيع فهمه لكنها لا تستطيع الإعتراف به.
اِنفلتت تنهيدة خافتة من بين شفتيّ "ليلى" وهي تتلاعب بالقلم بين أطراف أصابعها؛ فإلْتِقائها مع "سيف" هذا الصباح أمام ذلك الغريب الذي صدمها بعرضه أَجَّجَ داخلها تلك المشاعر السلبية التي تحاول نفضها عن رأسها.
أغلقت جفنيها بقوة ونظرات "سلوى" تتابعها في صمت.
_ فيكِ حاجة يا "ليلى"؟
تمتمت بها "سلوى" بعدما تخلت عن صمتها ومتابعتها لتتجه "ليلى" بأنظارها نحوها.
_ مفيش حاجه يا "سلوى"، عقلي مشغول شوية.
قالتها وهي تلتقط الأوراق التي أمامها لتُرتبها؛ فاقتربت منها "سلوى".
_ اكيد عقلك مشغول في تجهيزات الفرح، هو مش المفروض برضو تاخدي أجازة وتتفرغي للتجهيزات، ده الفرح خلاص آخر الشهر.
رفعت "ليلى" عيناها إليها لتواصل "سلوى" كلامها.
_ ولا يكونش عقلك مشغول في حاجه مزعلاكي.
لم تعطيها "سلوى" فرصة للكلام وأردفت وهي تتحاشىٰ النظر إليها.
_ اصل شكلك يابن عليه الزعل.
وسُرعان ما كان تخرج شهقة "سلوى" وتنظر إليها بصدمة.
_ اوعي تكوني أنتِ و "عزيز" بيه زعلانين من بعض.
تحركت "سلوى" من مكانها إلى أن أصبحت وراء مقعد "ليلى" واستطردت بلُطف زائف.
_ ده أكيد اللي أنتِ فيه عين يا "ليلى"، الكل يوم العزومة كان بيحسدك على "عزيز" بيه.
ثم اِنحنت عليها "سلوى" وهمست بصوت خافت.
_ محدش كان مصدق إن الشقة دي فعلاً بتاعتك، أصلاً امبارح كانت حفلة نميمة عليكِ في المصنع.
اِتسعت حدقتيّ "ليلى" ذهولًا واِستدارت برأسها نحو "سلوى" التي أخفت سريعًا نظرة الشماتة عن عينيها.
_ كنتوا بتتكلموا عليا امبارح ليه؟
خرج صوت "ليلى" برجفة لتبتعد عنها "سلوى" قائلة بود مصطنع.
_ الكل بيتكلم عادي يا "ليلى"، أنتِ دلوقتي مكتوب كتابك على "عزيز" بيه وقريب أوي هتكوني المدام.
_ "سلوى" قوليلي كنتوا بتتكلموا عليا في إيه، هو أنا عملت حاجة لحد فيكم.
خرج صوت "ليلى" بثُقل، هي لم تعتاد على التعايش مع أحقاد الناس.. محيط حياتها المنغلق جعلها دائمًا تنعم بحياة هادئة.
_ مالك يا "ليلى" وشك اتخطف كده ليه، الناس يا حبيبتي بتتكلم عن أي حد وأنتِ دلوقتي مش أي حد.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...