الفصل الرابع والأربعون

6.9K 451 39
                                    

#الفصل_الرابع_والأربعون
#معشوقـة_النَّجم

استدار لينام على وجهه كما يُفضل، وبلحظة عفوية كان يفتح عيناه يتطلع بشكل عشوائي ليجد زوجين من الأعين الأفعوانية يتطلعان لهُ بنظرات دافئة، ولا يعلم لِمَ لم يفجع بل أغمض لثانية ثُمَّ فتحمها يتأكد من وجودها بجانبه، وخرج سؤاله أبح من النوم:

-حلم ده ولا بجد؟

ضحكت برقةٍ جذبت حواسـهُ، فنفت وهي تميل نحوه تقبل وجنته هامسة:

-لأ، مش حلم.

أغمض عيناه وهو يشتم عبيرها الاستوائي عندما مالتْ عليه تطبع قبلة متروية على شفتيه:

-أنا معاك.

انعكس ضوء الشمس على عيناه الملونة فتعزز من خُضرته الجذابة، ويتلألأ إطاري الشمس الخاصين به، فقالت بابتسامة شقية بعدما استندت بمرفقها على الفراش:

-شكلك هادئ أوي وأنتَ نايم، طفولي خالص.

-بقى كده.!

دمدم ضاحكًا وهو يمد يده يدغدغها، فصرخت ضاحكة وهي تدفعه بالوسادة، فتراه يعتدل بـ
خفةٍ، يمشط شعره بأصابعه كما أعتاد عندما يستيقظ، فقالت:

-واللّه، يعني ماحدش يشوفك وأنتَ نايم ويقول عليك إنك كده خالص.

استدار بكليته لها ثُمَّ غمزها بشقاوةٍ متسائلًا:

-كده إزاي يعني؟

لم تجاوبه واكتفت بدلالٍ ارتسم على ملامحها عندما أقترب يهمس أمام وجهها في مكرٍ:

-وبعدين مش عيب، ينفع كده تتحرشي بيا وأنا نايم، ده أنا وثقت فيكِ.

انفجرت ضاحكة وهتفت بعدما غمزته بمشاكسةٍ:

-غلطتك، إياك تأمن لجنس النساء أبدًا!

بادلها الضحكة الرائقـة قبل أن يستكين يتطلع لها بمقلتين مُحبتين، ليراها تهدأ ضحكتها ولم يبقَ إلا الابتسامة الأنيقة على شفتيها الطبيعية

-صباح الخيـر.

-صباح القمـر.

همهم بشفتيه في مكـرٍ جعلها تضحك، بينما عيناه مشطت مظهرها بذلك القميص الحريري الأسود، مظهر قوامها النحيف، وتلك الخصلات المتدلية على أول رقبتها تغازل عضمة الملاك البارزة:

-يعني أحلى من كده مشوفتش الحقيقة.

رفعت حاجبيها متمنعة عن الجواب، ونهضت فجأة حينما لاحظت تربصه، لترتدي مئزرها قائلة:

-قوم خد شاور عشان نروح لمادي المستشفى نطمن عليها.

ضيق عيناه بغيظٍ، وزم شفتيه لتبدوان كخيط رفيع بشكل جعلها تكبح ضحكتها بصعوبةٍ وتمسكت بتعبيرات البراءة، سرعان ما أضاء مصباح أفكاره، ونهض ليقف أمامها لأول مرة بذلك الشكل، بدون قميص مظهر بنيته القوية، وخصلات شعر مبعثرة بعيدة تمامًا عن تألقه المعتاد، دون رائحة عطـر قوي تأتي قبل طلته بأميال، رغم أنه ترك بصمته برائحته على الفراش فظلت طوال اليوم متنبهة له ولأقل حركة تصدر منه، وكما توقع لم تتوارَ خجلًا،
بل وقفت أمامه تبصر بمقلتين واثقتين جعلته يسألها بصبيانية:

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن