بداية و نهاية ١٩

274 16 7
                                    

قبل عقد قران زينب و ماجد بأيام

وفى غرفة سعاد و العتمانى

كان يقف هناك .....بطوله الفارع و جسده النحيف ، لحيته النامية و بنطاله الجنيز القديم المتهالك عند ركبته قد أصبح التراب نسيجا فيه ، كف يده يحرقه بشده من الأكيزما التى أكلته من طول عمله ، فنحن فى موسم جنى القمح و المحال التجارية بها من الجرد و التجديد ما بها و العمل لايتوقف ليل ....نهار

عمله يأكله و لا يبقى فيه فتراه هذه الأيام تضيف على عمره أعوام.

ومع كل هذا يحارب مع الأبلة التى تحاول إجباره على إيقاف الدروس فى هذه الفترة لأنه و بجانب أننا فى إجازة أخر العام إلا أنها أيضا تشفق عليه من كثرة العمل ولكنه يرفض وبشدة إى تأخير حتى ولو لربع الساعة عن موعدها معه من بعد صلاة العصر حتى أذان المغرب يوميا .

كيف تقطع عنه إمداد الحياة فى شراينه ، كيف يمكنها أن تحرمه  من عطفها ورعايتها له فبمجرد أن يصلى العصر فى الجامع القريب من البيت الكبير ، يهرول إليها .

يدخل إلى الحمام فى الطابق الرابع فيجدها قد أعدت مسبقا المياة الساخنة فطارق يتحمم بمياه ساخنة حتى فى منتصف أغسطس ولا يحتمل المياه الباردة على جسده على الإطلاق وهى تعلم هذا فلا يفوتها إيصال الكهرباء به قبل صلاة العصر مباشرة و بعد أن يتحمم ينزل إلى الساحة فى منتصف الدار فيجدها قد وضعت صحنا كبيرة أعدت به شطائر ساخنة يجب أن يتصاعد منها البخار فى أطباق مميزة له فقط فهو يقرف و بشدة و بعد أن يأكل يذهب لغسل يده و يعود ليجدها جلست تصحح له مافات وقد أعدت له أفضل كوب قهوة فى العتمانية ، و يجلس هو على الجانب الأخر يتطلع إليها حتى تنهى ما تفعل .

أنهو الديناميكا و الأستاتيكا و الفراغية و لم يبقى لهم فى الفيزياء سوى أخر بابين فقط  و تبقى ثلاثة أشهر على البداية الفعلية للصف الثالث الثانوى له فلذا مجهودها معه عظيم و لكنها متعبة وحزينة فماجد قد خلع دبلتها منذ أكثر من شهر و لا أحد يعلم لأنها أخبرته هو فقط و أمنت عليه ألا يخبر أحد حتى يعود من جديد.

 

أشتاق إلى دفء ضحكتها  و أصابعها التى تحيط بأقلامه تتراقص بها  .....رائحة الياسمين الضعيفة التى لا يشعر بها إلا عندما تغضب  فتقترب لتضربه بكتاب فيظل باق يومه يحلم بها .....

.كيف يقطع عن نفسه وقت راحته فيقبع فى سلسال متصل من التعب و الكدح حتى ينقطع نفسه و يسقط نائما كالمغشى عليه .

وهو الآن يقف بين يدى العتمانى و سعاد يحاول إقناعه بأخر ترهاته هو وزوجته

" أنت هتأخد البدلة ديه و الحاجة الى معاها و زى الناس الى عليها الجيمة تروح عند الحلاق تظبط شعرك و دجنك ما تحلجهاش مدياك هيبة وتاجى  تستحمى و تغير الجرف الى لابسه ده و تلبسلك جلبيه نضيفة من الى جايبهملك و تخلى واحدة من البنته تعملك لجمة ترم بها عضمك و  تدخل تنام تريح جتتك الهلكانة ديه كنك بتجرى على عشرة عمى  و بكرة بأذن الله تاجى معانا الفرح "

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن