مرت أكثر من ثلاث ساعات منذ تركه المشفى .
أتصل به سليم العتمانى ، أحدث من أنضم إلى معارفه ، صديقه الحديث ....طلب منه الحضور فورا إلى شقة الزمالك ، أخبره أنه بحاجة إليه بصفة ضرورية وأكد عليه أن يحضر إليه منفردا فترك ولديه ليعودا إلى التجمع السكنى الذى يسكنوه و أستدار هو بسيارته إلى الزمالك .سليم يسكن شقة الزمالك منذ عاد ......
الطريق الى الزمالك يحمل بداخله الكثير والكثير فإجتماع "ابناء عارف المصرى " فى هذا المكان بعد حادثة زينب بالمشفى أجهز على علاقته بها ....ابناء عارف المصرى أصابوا علاقته مع حبيبة عمره بطعنة خنجر فى الصدر و خاصة بعد معرفتها بالأمر أصبحت علاقتهم ألغام مدفونة وكلما سار على أرض وحسبها الأمان أنفجرت تحته وبترت عضوا من إعضاءه .حاول إقناع سليم بالبقاء فى شقة باب الشعرية لإنه كطارق يرتاح هناك أكثر و حينها يمكنه أن يزوره بصفة دورية ورفض سليم رفضا شديدا فهو على حد تعبيره "لايحتمل ضوضاء هذه المنطقة و أعتاد الهدوء " ، سليم لم يصدق فى البداية أن طارق رفض أن يعيش مع زينب وأبنائه فى هذه الشقة التى تطل على النيل مباشرة بشرفة أمامية واسعة ، طويلة جدا و أستبدلها بشقة تقع فى إحدى دروب منطقة الموسكى القديمة فى بيت متهالك من خمسة أدوار ، سلالامه مكسوره وبلا سور ولكن بعد فترة أعتاده فلم يعد يسأله هذه الأسئلة المنطقية بعد أن أقر أن لا علاقة بين طارق والمنطق .
لا يعرف منذ متى هو على الطريق فالزحام اليوم أشد من العادى ورأسه بغليان مستمر لايتوقف وبدأت بارقة الأمل تلمع فى الطريق عندما شاهد "شجرة التين البنغالى " وأمامها عروسين يلتقطان الصور وصوت الأغانى يصدر من سيارة تقف فى الجنب و بلا إرادة وبإخلاق شاب مصرى تربى فى منطقة شعبية كان لابد له من تحية العروسين و البطل هو بوق السيارة الذى إتخذه أداة عزف مزعج ضوضائى مصرى بحت فتقدم العريس منه بنفسه وألقى عليه التحية و حين أقترب الرجل منه تبين ملامحه هتف بحرارة
" دكتور طارق ....ممكن أتصور معاك ؟"
أصابه جزع وتصلبت ملامحه ولكن الرجل وأصحابه الذكور وأقاربهم أصروا جميعا على إلتقاط صورة بجانب " سى السيد القرن الواحد والعشرين " فالرجال قد وجدوا لهم نصير أخيرا فمن كانت صوره تطاردهم على طول طريق القاهرة إلاسماعلية يعدهم بالجمع بين الشرق والغرب ، أثبت أنه الرجل المصرى الوحيد الذى يفعل ما يقول فهو لم يجمع الشرق والغرب على الأوراق فقط ، فالرجل ضحى بنفسه جمع بينهم على سرير فلو باع لهم الآن الوهم بأوعية بلاستيكية لأشتروه مغمضين .دون إرادة منهم تحسس جيبه الخلفى يبحث عن "مطوته "فرأسه الذى يغلى بفورة الآن لن يهدأ إلا بشجار يتقطع فيه قميصه ولكنه لم يجد "المطوة " و الرجال الواقفون أمامه كانوا ينظرون إليه بفخر حقيقى لايعرف له مصدر فطارق نفسه لا يعرف سببا لهذه الشهرة أو هذة الفرحة .
هو رجل عاد من أمريكا بالوجه الإعلامى لفيكتوريا سكريت ، دون أن تقوم زوجته المصرية ، أم الأولاد ، الجميلة جدا فى الواقع بفضحه على الفضائيات بل يبدو أنها راضية وسعيدة فمن تكون فتحية زوجته التى مر عليها الزمن ببلدوزر لتعاتبه على رغبته بأن يجمعها بفتاة مليحة فى الثامنة عشر بعد أن أنقطع عمره فى الخليج.
أنت تقرأ
إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروح
Spiritualوطن .....حكاية عائلة درامى .... رومانس