الحب هو الحياة، وإن أنت أضعت الحب فقد أضعت الحياة.
الكاتب الروسي "ليـو تولستوي"
وقفتْ أمام المرآة تتطلع إلى هيئتها بابتسامة عريضة، فالحلم تحقق وهي أصبحت عروسًـا للشخص الذي مسَّ شغاف القلب، والسعـادة كعادتها تضفي رونقًا مختلف، مسحت بكفها على تنورتها البيضاء الرقيقة ذات الانتفاخ البسيط، وعدلت من وضع طرحتها برقةٍ، في نفس اللحظة التي استمعت بها إلى طرقة على الباب سمحت لصاحبها بالدلوف، ولم يكن سوى والدها الذي وقف مبهوتًا أمام طلتها النورانية، ووجهها المشع بالسعادةٍ، يطالعها بابتسامة تخللتها دمعات الندم..
فراشته الصغيرة اشتد جناها في المهد، واستقلت عنه بحياةٍ مختلفه لم يكن لكلمته عليها تأثيرًا، وما إن همّ بالاقتراب يبثها مشاعر الأبوة الصادقة التي حُرمت منها، أتى حبيب الفؤاد يقتطفها، دون الشبع منها ومن تفاصيلها المميزة..
المتمركزة بتلك الابتسامـة الكلاسيكية..، العيون الزمرديـة..، رفعة حاجبها الاعتراضية..،
شخصيتها الأبيـّة.. بحركاتها الملكية..هي ببساطةٍ قصـة لا تُعاش إلا مرةً بالعُمـر، من ضمنها..ضمن تواجدها الدائم وسعيها الصادق للوقوف بجانبك بإخلاصٍ، لكنه استشعر كل ذلك مؤخـرًا وفقده باكرًا وشعور الوحشـة يتآكله بغير رأفة.
-دادي.
همستْ برقةٍ وهي تقرأ مشاعره بـ يُسـرٍ أثناء تجسدها الشفاف على وجهه، حينها أطلق نهنهة باكية منهارة وهو يسرع بالذهاب نحوها يحتضنها بقوةٍ، جعلتها توصد عيناها لردع دموع تباغتها وتتدافع للظهور، تضمه بتلك الطريقة المُحبـة، تمسح على ظهره برفقٍ تهدئه في وصلة بكائه القاسية:
-دادي.
همهم بصعوبةٍ مما جعلها تتبسم رغم التماع عيناها بالدموع، تهمس بحب صادق ومشاعر ابنة مطيعة:
-أنا بحبك أوي، أساسًا مافيش لحظة عدت عليا مكنتش بحبك فيها، كل ثانية كنت بشتاق ليك ولوجودك في حياتي مهما قولت وعملت العكس.
أعطاها حريتها من تحريره لها بشكل نسبي، يتطلع إلى قُسماتها الفاتنة، وكلماتها التي استطاعت خطف انتباهه دون جهد منها:
-كنت مستنيـة اليوم اللي نتقابل فيه ونرجع عيلة سوى من تاني، وده اتحقق.
تبسمتْ بسعادةٍ وهي تؤمي برأسها:
-قدرنا نكون عيلة ولو كانت مش مثالية بس كفاية أننا بنحب بعض، عارفين نتغاضى عن عيوب بعض عشان نكمل عشان إحنا عايزين، ده كان حلمي.
رفعت أصابعها المزينـة بإطلالة رقيقـة، تزيل دموعه فارتسمت ابتسامة عفوية على شفتيه:
-أول مرة شوفتك فيها بعد ما رجعت وكلامي ليك مكانش كره، ده كان عتاب، وعتابِ كان من محبتي ليك.
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...