الجمعة ١٢

406 22 6
                                    

الرجوع تسعة عشر عاما إلى الخلف
الى فترة حمل زينب بأدهم فى شهرها السادس

"يا حج "

نادى طارق للمرة الرابعة دون أن يقول أى كلمة بعدها

فصرخ العتمانى

" طاعون ياخد الحج و سنين الحج ، إيا فيه يا طارق نديت تسعين مرة و تسكت"

أنكمش وجه طارق و أجاب بجزع

" ما تدعيش على نفسك ....أنا سكت"

انصهر الرجل فور رؤيته لتعابير ولده و أجاب

" قول فى ايه يا ابنى ...عايز ايه ...قول يا وليدى"

رد عليه  طارق

"عايز خدمه "

فور أن سمع العتمانى الكلمة فارت دماؤه مرة أخرى هذه المصطلحات التى يتحدث بها طارق قادرة على إثارة أعصابه بصورة غير مسبوقة يصر أن يتحدث إليه كما لو كان أجيرا أو عامل ورغم هذا لم يرد عليه العتمانى و لكن لكزه بعصاه فى صدره ففهم طارق من ملامح وجه والده ما أختلج بصدره فصحح

" أنا هشتكيلك من حاجة أنا فى مصيبة "

سحبت دماء الرجل من وجهه و أراح ظهره على الكرسى ليسمح لنفسه بالأنصات و التفكير أكثر ، اقترب طارق من والده فخاف الرجل أكثر و عندما أخفض صوته ، أرتعب

" مشى البت نجوى ....شوفلها أى شغلانة بعيد عن البيت "

فور أن أتم طارق جملته شعر العتمانى برغبة فى أن يبصق عليه فهذا الولد صاحب الثمانية عشر عاما جرعه خوف لم يتجرعه منذ ثمانية عشر عاما ، انفعالات الرجل جعلت طارق يسرع فى التفسير

" ايدها طويلة  جدا "

تسائل العتمانى وهو على شعره قبل أن يدفعه من الجوار ليسقطه فى الأرض

" سرقت منك إيا "

مصمص طارق و أجاب

"  أنا حيلتى ايه تسرقه....ما خلاص"

هنا حقا دفعه الرجل فسقط أرضا ثم أشرف عليه من علوه و قد طفح كيله

"ابن حمدى العتمانى محيلتهوش حاجة أومال مين الى حيلته ...ده المفاتيح إلى فى جيبك تشترى بلد ...جوم يا ود تعالى إهنه فهمنى البت ديا عملت إيه"

لم تتغير ملامح طارق حتى مع ضرب العتمانى ، لازال المرح مرتسما فى كل وجهه ، صوته سعيد حتى نبضه هادىء ....هذا ما أصبح عليه طارق بعد أن تركت زينب التدريس و أصبح هو عملها ليل نهار ....

أنارت زينب حياته لا جدال بهذا ولكن الغريب أن علاقته توطدت به أكثر فطارق زاد ألتصاقة بالتعمانى ، قفز ليجلس فوق طاولة المكتب بجوار أبيه و اقترب من أذنه و همس

"باستنى و أنا ضربتها و من يوميها ماشية ورايا هتجيب أجلى و الله لو زوزوه شافتها هتدبحنى" 

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن