بينما حذرها هوكلر بعدم إخبار أي أحد عن عودة جدتها علمت أن عليها كتمان ذلك لوجود مصيبة ما ورأها ، أن يقوم عمها بطلب مبلغ من المال مقابل عنايته المفترضة لها أمر متوقع الى أبعد حد ، لكن أن يتمادى بأخذها بعيداً و إخفاءها حتى يهدد جدتها بها ، هذا ما لم يكن في الحسبان .
ما قالته مولي بعد ذلك لم يكن ذي أهمية أكثر من هذا لذا طلبت آليس منها المغادرة حتى لا يراها أحد ، خبأت المال في جيبها و خرجت تاركة آليس تجلس بجسد مشلول على الأرض ، لم تكن قادرة على رفع أصبع فقد تمكن الخدر منها طالعت الأرض طالت السقف و الحيطان و هي تتخيل نفسها حبيسة هذه الغرفة دون أن تعلم لما تم سجنها .
أحست بالهلع و بأنفاسها تتسارع و تصبح مسموعة ، سيكون شبيهاً بما فعله سكايلر بها سيقومون بتقييدها و سجنها في مكان مغلق و لا تعلم ما قد يتم فعله لها آن ذاك ، سعلت بقوة و أخذت نفساً عميقاً قائلة لذاتها بعتاب :
- هذا غير ممكن .. لقد صرت أخاف من أي شيء .
لربما هي فعلاً حلّقت بخيالها بعيداً أذ ما تقوله لنفسها غير منطقي ، لكن لا لوم عليها فقد عُدمت ثقتها بالآخرين بعد الذي حدث لها ، فكيف لبشري يمتلك أحساساً و ضميراً أن يستمر بالاعتداء على فتاة بعدما تخبره أنها لها قلباً مريضاً؟ أن كان ذلك الشخص هو سكايلر فأمثاله موجودون بالتأكيد! نهضت نحو الفراش بصعوبة أغلقت ضوء السهارة ظانة بكل حُمق أنها تستطيع الخلود الى النوم بسهولة ، ليس اليوم بكل تأكيد!
سحبت هاتفها و قلبها الذي يستمر بالخفقان لن يرتاح حتى يستشير أحدهم ، حدقت نحو الساعة هي بالفعل الحادية عشرة و آلين هوكلر ليس موجوداٍ في البلاد لذا الوقت لديه سيكون متقدماً بساعة أو أثنين ، سيكون نائماً بكل تأكيد لذا لن تفزعه .
تركت الهاتف و عقلها يتخيل و يحلل و يفكر ، أحست بالصداع ثم بالارهاق تليه الشعور بالألم في صدرها ، ذلك الألم بات يزداد شيئاً فشيئاً و مهما ضربت صدرها و مهما حاولت سحب الهواء الى رئتيها لا يتوقف ، ستكون ليلة صعبة عليها بالتأكيد .
.
.
.
.
- ليس من عادتها التأخر .. أهي بخير؟ ... آليس هل يمكنك سماعي سوف أدخل الآن!
طرق ادريان باب غرفتها عدة مرات محدثاً نفسه بعدم تأخرها بالعادة عن مدرستها ، و ان فعلت فيعني أنها ليست بخير ، دخل الى غرفتها ليجد أن الستائر ما تزال مغلقة و أنها تتكور فوق فراشها دون أن تكون قادرة على رفع صوتها ، أسرع ناحيتها و هو يحفظ هذه الوضعية جيداً آليس لم تحظى بليلة لطيفة على الإطلاق!
- آليس ما الذي حدث لك؟ كنتِ تبدين بخير الليلة الماضية كيف آل بك الحال الى هذا؟
تلمس جبينها و سحب شعر غرتها الى الوراء بتربيت خفيف ، عيناها منتفختان و ذلك الازيز المؤلم في تنفسها أضافة الى وجنتاها المحمرتان ، الخمول العام في جسدها و يديها البردتان ابتلع ادريان رمقه و هو لا يدري ما الذي حل بها فجأة ، رغب بسؤالها عن ما أن كانت تنتظم بتناول ادويتها و لكنه سحب كلماته فبعد تلك الحادثة و رقودها في المشفى لشهر و نصف لاحظ حرصها و حذرها الشددين على صحتها لذا حتماً هذا ليس بسبب الأدوية .

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...