موت صباح ٧

349 23 5
                                    

"لايمكن لأحد أن يفسر الحزن الذي يعيشه هؤلاء إلا اذا عرف الصحراء وعاش فيها .هذه الصحراء الملعونة لاتلد إلا مثل هؤلاء البشر ومثل تلك الحيوانات التي رأيناها ونحن آتون ،
والبكاء يخفف عنهم ،لكنهم قساة ،عنيدون ،ولذلك يبكون في داخلهم ،تنزل دموعهم إلى الداخل ،وهذه الدموع الحزينة تطفو مرة أخرى على شكل صرخات وتوجع يسمونه غناء"
التيه
من خماسية مدن الملح
رائعة عبدالرحمن منيف

أنفض المجلس ....
كان أول من قام يركض من مكانه طارق خوفا أن تكون بالخارج فلمحها و هى تدخل من  باب غرفة والدهم فى المقابل ثم أغلقته.

لم يمهلها فرصة ذهب خلفها بعد أن أمر ادهم ان يوقظ ياسين .....لا يمكن لبشرى احتمال ما يحتمله هو ....
قال عوض
"زينة بنات البلد الاستاذة ربنا كملها عقل و مال"
و علق صاحب اللحية
"ما شاء الله لا قوة إلا بالله "

و هو هنا سيموت سينزع عنها المال و العقل كما ينزع ملابسها و يتركها هكذا لحما طريا للأكل فقط.

فتح الباب ، أمسك بها من ذراعها جاذبا إياها من البعيد إليه
"لسعتى ....قويلى إنك لسعتى و الفص الى شغال فى دماغك وقف ...قويلى "
نظرت للأرض ، يحكم القبضة على ذراعها فيؤلمها و لكنها شردت بعينها عنه.
إلى تفاصيل السجادة الإيرانية الحمراء تحت قدمها ، ترغب الآن فى نزع حذاءها فى الاحساس بملمسه على جلدها ، فهذه الخيوط تصيبها بقشعرية تحبها .
الألم فى ذراعها بدأ يقل و صوت طارق العالى اخذ يخبو كأنما تدور بكرة الصوت بمذايعهم القديم المعلق على الطاولة الخشبية فى صحن الدار .
متى اختفى المذايع ؟
"انت مجنون يا طارق بعد إكده يا اخى هى عملت أيه "
رائحة عود قوية تعرفها و ظهر عباءة بنية ظهر من الماضى .....ظهر كأنه الماضى .
ظهر ضخم تعرفه ....ظهر لفارس قديم جاء يحرث الأرض ، يسقيها ....يسهر بجوارها.....
و عندما تكبر زرعته و يحين وقت حصادها يحرقها !
رفعت رأسها تبصر هذا الشعر الذى عرفته أسودا بدرجة تموج بسيطة و على حين غرة و على حين فجأة رأته أبيض غزاه الشيب فأدركت أنها شابت أيضا .

"حسن ....حسن ....متقفش قدامها يا حسن "
قالها و كفه تعتصر ذراعها و الأخرى يقاوم حتى أخر رمق فيه حتى لا يضرب بها حسن .
حسن الذى قاومه بقوة مماثلة
"هى غلطت فى ايه .....اكمنها اتكلمت مع رجاله"
العتمانى وصل و سليم أغلق الباب و طارق يزأر
"انا حالف يمين أكسرها ضرب لو هوبت من المجلس "
إجابة العتمانى جاءت من الخلف هادئة كعادته ساخرة و هو يستريح على السرير جالسا
"ابعد يا حسن عنه .....و لا هيعمل حاجة ولدى و انا عارفة....يمينك حالفة لو دخلت المجلس و هى مدخلتش من الباب متوجعش دماغنا "
ادار نصف جسده العلوى لوالده
"عامله نفسها سبع رجاله فى بعض بنتك يا حج ، عايزة تتربى ....عايزة تعرف يعنى ايه تبقى حرمة و تقعد مع الحريم و تحترم الحيوان الى على اسمه ما تجيش وسط الرجاله و واجفة تتسمع وترد "
رد سليم من الخلف و هو يستند على الباب
"طالعة لخالتها يعنى جيباه من بره "
لم يعلق عليه أحد فى حين أجاب حسن و لازال محافظا على نفس وقفته.
ظهره لزينب و صدره أمام طارق
"يا ابن الناس افهم ....افهم .....هى عملت إكده عشانك .....صبيحة ديه لو المركز شم ريحتها هتتحول للطب الشرعى و سين و جيم و هيتعرف ان صبيحة هى صباح و القواضى الى عليها هتطلع و ممكن كمانى يتعرف انك ابنها وكل الجديم يطلع و انت دلوكيت كل الناس عارفاك و خابرة انت مين صورك فى كل حتة و عيالك شكلهم هيبجى ازاى وسط زملاتهم و وسط الخلج و هى جت ليست على الحكاية و ان شاء الله تخلص و يا دار مدخلك شر "
لم يهدأ ليس غبيا هو لتتوه عنه ما فعلته و ليس بعقله لوثة حتى لا يستنبط أنها فعلت هذا لأجله و لكن كل ما يثير فى قلبه نار هو هذا الشعور أنه لازال هناك فى الأسفل .....لازال تحتها ، يحتاج إلى حمايتها ، يحتاج إلى ظهرها يسنده حتى لا يسقط و قف متغنيا
"ليه مخبطتيش عليا و قولتيلى ان ماجد بيكلمك"
فكان ردها
"خوفت عليك "
شعر بنفسه صغيرا جدا أمامها ، أمام سطوتها ، أمام هيبتها ، شعر بنفسه عاجز تمام العجز و بأنها يد تمسك بيده تجذبه من الأسفل إلى الأعلى كما و كل مرة يغرق و تصبح هى طوق النجاة .
كل ما أراده هو فرصة ليثبت لنفسه ، ليثبت لها انه رجل و انها تسطيع أن تركن إليه و أنها يمكنها أن تترك نفسها بين يده .
و ما حصل عليه ؟
العكس تماما .....بعد عشرين عاما لازال زوج الأبلة
اخر شهادة علمية حصلت عليها هى بكالوريس العلوم و التربية شعبة فيزياء بكلية البنات جامعة عين شمس و شهاداته هو لا تعد و تحصى البكالوريوس ثم الماجستير و الدكتوراه و عشرات الأوراق العلمية و الابحاث و الإشراف على رسائل الماجستير و المشاركة فى إعداد رسائل الدكتوراه للباحثين العلمين و الرئيس التنفيذى لمجموعات شركات الشيخ بالشرق الأوسط و وسيط فى الكثير من الصفقات التجارية و فى النهاية يقع بمأزق أمام أمة لا إله إلا الله و تنجده امرأته ....
امرأته التى وقفت قبل عدة ساعات تحاسبه من أين اتيت بأموالك و لماذا انفقتها بهذا و لم تنفقها بذاك .....امرأته التى هددته و خاف من تهديدها .....اللعنة هو بكل ما خلفه و ما أمامه حمد الله انه لم يبلل سرواله من الخوف .
اخافته بل أرعبته و هى تقف الآن أمام والده تنظر للأرض كأكثر النساء أدبا و احتراما فى العالم ....
،لا ترفع عينها من الأرض و لا ترد عليه كلمة لتجعله هو يبدو كالمجنون الذى يجر زوجته للخلاف جرا و هى جرو مطيع ......
يريدها أن تتحدث حتى يعلم عمها أنها قليلة أدب حتى يزعق بها و يأخذ بثأره و يطلب منها ان تحترم زوجها و تطيعه.
غضبه الشديد أعماه عما حوله ....اعماه عمن حوله حتى عندما رد عليه العتمانى
"خلاص يا طارق بعد عنيها سيبها ....محدش بيجى لواحدة خلاص هتجوز ولدها و تبجى جده و يجول اعلمها ، جولنالك زمانى بدل المرة ألف شد ما ترخيش ....جولت تدلع على حسى ستى و تاج راسى ....اهو النتيجة...الرباية زمان لما ضفيرتها كانت لوركها و يدك كانت خشنة من الارض تشد على فرسك لجامه و تخضعه لكن لما كبر خلاصى مبجالوش رباية ....اسكت بجى صدعتنى "
و زعق هو بلهجة صعيدية تفجرت من بين جنباته
"ضفيرتها موجودة و يدى مفيش أخشن منها و لا كبرت و لا عملت لساتها زى ما هى تتشد على لجامها و تخضع ما تجولش لا "
العمى الذى أصاب طارق جعله ينطق بكلمات لو علم وقعها على من أمامه لقطع لسانه بنفسه قبل أن ينطقها و لكنها خرجت ......
خرجت لتصيب قلب تهلل ...قلب رقصت صمامته و هى تصفق تحية على بعضها .
غاب ذهن طارق و لكن كان ذهن العتمانى حاضرا
"اطلع بره يا حسن و خد سليم فى يدك "
و دون كلمة خرج حسن ، لم يرد لحرف مهما كان ان يخرب مزاجه الذى انتشى لتوه.
خرج حسن و أغلق الباب على ثلاثتهم و لم يقف بجوار سليم الذى نادى عليه و لم يرد و لكن تركه و صعد درجات الدرج قاصدا مكتبه .
و بالداخل و خارج حساب المتوقع
رفعت زينب وجهها عن الأرض و حاولت التفتيش داخل بقايها عن صوتها حتى أخرجته
"انا اسفة يا طارق ....عندك حق انا مفكرتش ....كان لازم ارن عليك لو عايزة اقولك حاجة ، او حتى اناديلك او اخرج نفسى خالص من الحكاية ديه انا اسفة بعتذرلك مرة تانية "
لم يصدق طارق ما يحدث نظر لليمين و اليسار يتأكد من انه لا توجد كاميرا خفية مخبأة فى مكان ما ....أسفل شىء ما .
قاموا باستبدال زوجته التى كانت سترد الكلمة بألف بامرأة اخرى و سيطالبون بفدية قريبا و لمزيدا من الألغاز ....اقتربت منه أمسكت بكف يده ....طبعت قبلة كبيرة بباطنها ثم سحبته قليلا من قميصه و طبعت قبلة على خده فامسك بذقنها و اقتحمها ببساطة !
الزمان بعقل طارق لا يهم .
المكان هو بداخل غرفة لا يعرف عقله أكثر من ذلك .
و ما يريد طغى على كل ما سواه و تحقق كلام زينب عندما يتوه بين رغبة أو غضب لا يميز و يحتاج من يوقفه .
و من يوقفه هنا كان غائب الذهن أيضا ، تائه فى مذلة شخصية و بين جبال من برد و عندما ضغطت على اصابع قدمه بحذاءها فأطلق آهة عاليه و رفع رجله يتلمس أصابعه و هو يقفز على رجله الملكومة فيما ارتفع صوتها
"استأذنك يا عمى هأطلع اشوف الولاد"
ليأمرها الرجل بإبتسامه
"هتاجى معانا يا سمرت "
فردت بصوت واثق
"لو طارق موافق أنا جاية "
قالتها و خرجت سريعا دون حتى أن تسمع رد فجلس طارق على سرير والده ، خلع حذاءه يتلمس أصابعه حين فاجأته صفعة من العتمانى على قفاه كادت ان تقلبه على وجهه
"انت يا ابن الكلب جاى تبوسها جدامى ، اهى ضربتك احسن "
اعتدل طارق سريعا بكف تتلمس قفاه و الأخرى تحتضن أصابع قدمه
"بوسه صغيرة كده على خدها "
فضربه الرجل مرة أخرى
"انت بتستعمانى يا ابن الكلب ، بتستعمانى و جاى عامل فيها سبع الرجال جدام حسن و سليم "
ثم خشن صوته و مد شفتيه ساخرا من ابنه و مقلدا إياه
"انا هضربها و اربيها ....تربى مين لو كانوا زنجكوك زنجة الكلاب دلوكيت شكلك هيبجى عامل ازاى لو جالولك اضروبها هتجولهم مبعرفش اضرب ابوس "
انهى جملته و اتبعها بضربة أخرى تألم طارق على إثرها و ابتعد لأخر السرير عن يد والده الذى لازال على حنقه
"اتعلم منها المكر شوية ....اتعلم.... تلاجيها مدياك بالمركوب فوج راسك فوج و نازلة اهنه تجول اسفة ايدك ابوسها ....مش رايحة الإ بإذن طارق و هى تلاجيها شايلة جلد طارج نساير نساير"
فتح عينه على اخرهم و زحف بمقعدته مقتربا من والده مرة أخرى و هو يمسك رجله يمسح عليها برفق
"انت واعر يا عتمانى ....عرفت ازاى "
امسك به الرجل من ياقة قميصه جذبه له كانت قبضته ترتعش و شعر بها طارق و لكنه اتبعه منصاعا
"مدياك بالمركوب و جاى متشملل "
رفع طارق رأسه بشموخ عاليا إلى السحاب
"لا و الله مضربتنيش بس متخانقين عامله نفسها راجل ، وديت الفلوس فين و جبتها منين فتحالى دفتر و بتحاسبنى و انا مبقتش طايق الطريقة ديه منها و لا المعاملة بالشكل ده ، انا مش متجوز راجل انا وهو داخلين شركة مع بعض .....هى نسيت انها ست و مش عايزة تصدق أنى فى مكان تانى و ان وضعى أختلف "
تركه العتمانى و تغيرت قسمات وجه الرجل إلى الجدية ،كتف ذراعيه أمام صدره
"مش غريبة شوية صحيت من النوم الصبح بعد ما ولادك بجوا طولك تجول انا مش رايد سمره"
شعر طارق بإنقطاع النفس عن صدره و أجاب كالغريق المتلهف لحياة
"لا ....لا ....انا مقولتش كده ....مين قال انا مش عايزها "
رد الرجل بروية
"انت جولت انا وضعى اختلف و انها راجل ......انت واخده إكده و انا نبهت بدل المرة سنين يا طارج زينب مش أمك و لا هى ابوك و لا هى ابلتك .....زينب مرتك و لا خدت منك حق و لا باطل لغاية لما بلسانك جولت أنا يا ابا مجدرش على مسؤولية العيال و البيت و انا نفسى مجادرش اتحملها هى شيلانى و شايلة وليدى فانا مش بكلمها الى رايده تعمله فانا سكت و جاى بعد العمر ده تجول اصل ديه دكر ، ما انت الى خلتها دكر يا طارق ....انت الى ريستها فوجك و هتاجى دلوجت تجول لا انا رايدها حرمة تسمع كلمتى و ما تخطيش و لا تشور من غيرى و بكرة تسافر و تسيبها و سط عيالك فى بلد لا ليهم عم و لا خال و تسافر يفضل البيت بتلات رجاله من غير أب "
رد طارق مدافعا عن رأيه
"ادهم راجل و بيشيل و ياسين يفتح بيت مش لازم هى بقى تعيش دور مش دورها "
امسك العتمانى بكف ولده تلك اليد اليمنى التى اكلتها الإكزيما بالماضى ، كان يحبها يحب يد والده التى يرى فيها جهده و شقاءه ، يحب ان يمررها على لحيته فيشعر أنه نجى بطريقة من ما الحياة ....
ذهبت عنها خشونتها .....اصبحت ناعمة تماما كأيدى امرأة عفاها رجلها من عمل البيت ، تلمس اصابعه تلك التى كان يخشى أن يمسك بها أحد مسح على كفه أكثر من مرة و ردد بخفوت
" ادهم راجل و يشيل فى بيته ، ياسين يفتح بيت فى مطرحه ...بيتك يفضل بيتك ....ما تريس عيال على مرتك يا طارج ....ما تكسرش زينب يا عزيز .......ما يبجاش جزاء الإحسان النكر و الكبر .....ما تجيش على اليد الى بتتمدلك فى ازمتك و تقطعها ....اليد الى وكلت و شربت و سهرت فى المرض ما تبجاش بياع زى الى خلفوك ....خدتها لحم و لما مصمصت حتى العضم بقيت دكر .....دكر عينك فيه "
قال جملته الأخيرة محتدا ، قالها بنبرة اتهام قاسية ، قالها و الحروف تخرج سهام موجه إلى الجالس ينظر للملاءة أسفله ، صاحب الرمادية التى اسدلت ستائرها السوداء
"ايه الى عملته خلاك تقول عليا بياع يا عتمانى ....فى سنين عشتى معاك شوفت منى ايه خلاك تقول كده "
هل كانت نبرته نبرة حزين كسيف البال ؟
أم حملت الكلمات لهجة غضب و نبرة تحدى ؟
لعلها الخجل او ربما الاستهزاء و لعله قالها فعلا دون أية مشاعر تدل على أى شىء فجلع العتمانى يتخبط فى ظلمته يسمع و لا يصل إلى شىء يتمنى لو أبصر ، يتمنى لو استطاع رؤية عينه التى تشف عما خلفها بسهولة و التى لم يخطىء العتمانى يوما فى معرفة ما خلفها قبل حتى أن ينطق بلسانه .
ضاعت عينه فضاع هديه و ضل الطريق !
"كلامك ......كلامك الى خلانى اجول إكده .....كلامك و كلامهم ......جالولى طارج معدش رايد السمرا و انك طلجتها و رجعت باست يدك و رجلك .....جالولى ذليت بتى و كسرت بيها ......جالولى ابنك زهج "
رد بنفس النبرة الغريبة
"و الى قالك ....مقالكش أنها مش شايفانى ....مقالكش انها عايزانى قرد تطبله يرقص ترفع ايدها يسكت .....مقالكش انها بتدوس عليها كل يوم ألف مرة و هى عارفة انى روحى فيها ....انت عارف ان روحى فيها صح بس مش هسيبها تكسرنى هكسرها لو روحى فيها "
اتم جملته و استقام محافظا على ثباته ، مبقيا على نبرته كإذاعة نشر الأخبار حين تخبرك عن مجازر كوكب الأرض بنفس نبرتها التى تبشرك فيها بفوز بطلة بلدتك بالذهبية فى الأولمبيات .
قالها كطارق العتمانى الدكتور الجامعى حين يغضب على طالب فيصبح بينه و بين التخرج جبال و هضاب و أنهار و بحار و أعاصير .
ضحك العتمانى بلا صوت ...ضحك بألم كزجاج تهشم فى اورتده يجرى من عروقه مجرى الدم فيتوقف بأى نسيج ....يرشق به يجحره و يمزقه فاصبح ينزف من الداخل دون ان يتطلع أحد على مكان النزف فيوقفه او يستنبط أن صاحبه يتألم فيساعده .
شهد العتمانى هذان .....مذ كانا فرخين حمام حتى أصبحا وحشيين ضاريين و فى فورة من الزمان و أختلال لموازين القوى ، اجتمع اهل الأرض على زواج الوحشين ......
صحى يوم على صوت العالم ترتفع ، تهتف فى كل مكان بزواج مسخى عائلة عارف !
وحده من خلع طاقيته و نزل إلى البلد يحذر من الخراب القادم و حده من تعبته قدماه فخلع حذاءه و سارا حافيا فى الشوارع ينادى وحده من صرخ حتى انبح اصوته
"لا تجمعوا الشتيتين ....لا تجمعوا المنبوذين ....لا توحدوهم "
فنظر له الجميع نظرة من يشاهد مجذوبا فى الشارع فيشفق عليه و اليوم تحققت الرؤيا بنفس المكان يتوعد بضربها و كسر عظامها ، تعد مسريحة عن شخصية لا تعرفها و تؤدى دور الزوجة المطيعة ببراعة ، يكسر الحاجز الرابع و ينهى المسرحية بقبله يعود فيتوعد بجولة ثانية للحرب .
جنون لا يجتمع إلا بين زينب و طارق !
جنون لا تراه إلا بين شتيتين عائلة عارف !
جموح و كبر و عند و طغيان و حرب يدخلها طرفان يرغبان بكسر أنفسهم و تحطيم حياتهم لتصبح الحرب الأولى من نوعها التى يبغى طرفاها الهزيمة و لا يطمح أحد بالانتصار.
"انت تكسرها ....انت تكسر زينب ....متعرفهاش ديه بتطاطى للريح لما تعدى .....بتعوم مع الموجة لما تعلى ....لو الارض عامت ميه اول واحدة تركب السفينة و لو السفينة اتخرمت اول واحدة تنط منها ....زينب تغير فى اليوم ألف جلد ....زينب تخليك الصبح عبد و بليل سيد و جادرة فى يوم زى ما ريستك تجيب غيرك و تريسه و تصبح ماضى كأنك ماجيت "

إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن