.
قرابة مغرب اليوم الثالث للعزاء
"عمو عايزك"
هكذا رددت صغيرة العتامنة وهى تقترب من أمها التى ما إن سمعتها حتى أجابت بغضب مصطنع
"أنا مش قولت ألعبى مع البنات هنا و ما تطلعيش بره "
كانت زينب قد أنحنت لتحمل الصغيرة التى يمكنك من خلال هيئتها المبعثرة و أوراق الأشجار العالقة بشعرها أن تستنج أنها لم تكن مع البنات وقد أخذها خالد للعب مع الفتيان.
خالد يصطحب نور للعب معه هو وأصدقائه لأنه وبهذه الطريقة يستطيع ضرب ثلاث عصافير بحجر يلعب مع البكائة و يهتم بها كما يوصيه أبوه و يستمتع هو بالتواجد مع أقرانه
الأمر متعب قليلا ولكنها غبية يستطيع دوما أن يوهمها بأنها تلعب معهم وجزء أصيل فى حين أنها تفعل لاشىء كالبحث عن الكنز المخبأ فى الطين.
أخرجت ورقة الشجر العالقة بشعر أبنتها و ربتت على ظهرها بحب وهى تلاحظ الأرهاق والنوم الذى يتسلل للصغيرة و تمنعه عنها بعناد
" تعالى نأخد حمام سخن عشان أحنا بهدلنا نفسنا خالص و ندخل ننام "
وضعت الصغيرة رأسها على كتف زينب و كررت بصوتها الناعس
" عمو عايزك ....قالى نادى ماما "
كشرت زينب ملامحها و مدت شفتيها أمامها و أجابت
"أنتى لسه بتتلخبطى بين عمو وخالو ....عمو حسن بس وخالو صابر و زياد ومحمود ...مين فيهم الى قالك عايز ماما "
فتحت الصغيرة عينها الواسعة مرة واحدة و أبتعدت عن كتف أمها لتردد بحماس هزم نعاسها
" لا ...عمو جميل .....جميل جداااااااا وطويل جداااااا....عينه لون البحر"
لم تتمالك زينب نفسها من الأبتسام وهى تحتضن أبنتها، إن الصغيرة عتمانية للنخاع ورثت من جدها أكثر من الازم وبدأت الغزل مبكرا جدا .
مدت زينب يدها تقرص أنف الفتاة وتداعبها فتضحك الأخرى ولم يدم الضحك كثيرا فقد توقف قلب زينب لثانية وكأن عقلها أستوعب على حين غرة "
لا "
فذهب رأسها لعم أخر ....
عم لو خطى نحو الصغيرة خطوة فأنها ستفقد إما أبا أو أما وفى أغلب الأحيان ستفقد كليهما .
أستأنفت نبضاتها مرة أخرى فماجد بعيد جدا عن وصفه بالجميل أو الطويل فهى بذلك تصف شخصا مختلف تماما و إتمامها بأن عينه خضراء أكد لزينب أن الصغيرة تتخيل و ربما كانت شخصية كارتونية أو تليفزيونية أقرب من أن تكون حقيقة .
أمسكت زينب بزقن الصغيرة و تكلمت
" مفيش حد أعرفه زى ما بتقولى لا خال ولا عم "
أنت تقرأ
إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروح
Spiritualوطن .....حكاية عائلة درامى .... رومانس