"انتى مش جوزك مسافر ....كنتى مع مين "
استوعبت الأمر سريعا فامتدت يدها تجلب الغطاء من فوق الكرسى و ضعته على رأسها و اتمت إحكامه بيدها سريعا ،كان فى ذلك الوقت قد لفت انتباهه صوت الأولاد يخرج من الغرفة المجاورة فأدرك أنهم معها و انتبه الى استيقاظ ثلاثتهم حاول أن يمد ذراعه يمسك بها فتراجعت للخلف فعجز و تحدث من بين أسنانه كاتما غيظ يفتك به
"مين بيروحلك ....جاعده فى بلاد غريبة بتعملى ايه ....ما تخلنيش ارفع صوتى و اخلى الرجاله يتسبحوا بدمك النهاردة "
ردت و هى تقابل شرارة بشرر
"ده إلى انت عايش على أمل انك تحققه ، نفسك يعنى تمسك عليا غلطة تتطير فيها رقبتى و يقولوا حسن كان عنده حق يرميها ، بس بعون الله مش هنولهالك يا حسن ، انا انضف من بيتك بالى فيه "
رأها ....اللمعة التى يعرفها و الثقة التى لا تمتلكها غيرها ، امرأة لا تنحنى ، امرأة انتصرت عليه مرة و انتهى ،تغيرت نبرة الغضب إلى أخرى ...أخرى تعرفها
"اتخبطتى صوح "
نفت بقوة و تراجعت خطوة أخرى للخلف عندما اقترب منها
"لا يا واد عمى بعد الشر عليا من اى خبطة ، جوزى رجع من السفر ساعتين ترانزيت بين بلد و التانية و بعت جابنى بالسواج ، جالى اتوحشتينى يا سمرة لا انى رايد اشوف واد و لا بت ، لو مش مصدج اسأل ولاد اخوك جوه و لا كلم صاحب الشأن يجولك "
ألتمعت عينه بدمعة و ارتجف جسده ارتجافه لم يخفها ، أدرك صدق حديثها دون تشكيك فلو كان مكانه لفعل فعلته عادت لتتكلم و قد شعرت بتفوق لحظى
"معلش ابجى خلى بالك من حالك بعد إكده لحسن النار ديه فى الرجاله إلى شعرها شاب بتموت ، سيب النار للشباب يلعبوا بيها "
قالتها و أعطته ظهرها و بلمح البصر انصرفت أغلقت الباب بقوة فسمعه أبناءها وفتحوا الباب ، خرج الثلاثة معا و دون أن يبادلهم حتى تحية توجه فأمسك عصاه و حاول بصعوبة أن يخرج صوته
"اصحاب البيت مش بيدخلوه زى الحرامية طول ما معاك حريم يا ادهم و داخل لبيت فيه حريم لازمن تجول "
أدرك ادهم الأمر سريعا
"احنا جينا و كنا عايزين "
لم يسمح له حسن بكلمة اخرى و انصرف ، توجه ياسين إلى غرفة أمه فتحها وحين وقعت عينه عليها عاد مرة أخرى لأدهم يصرخ بوجهه
"انا قولتلك ....انا نبهتك يا ادهم قول ، انت حبيت المغامرة ، قولتلك العب براحتك بعيد عن زينب "
ابتلع ادهم ريقه و شعور بالذنب تلبسه
"يا ابنى و الله قافل الباب بالمفتاح من جوه و ابوك قال أن مفيش نسخة تانية للمفتاح "
ادار رقبته حتى رأى أمه و قال
"ماما مش انتى كنتى لابسه ده لما خرجتى "
هزت رأسها موافقة بنعم فرد ادهم
"شوفت اهو الحمد لله ربنا ستر و هدومها ساترة"
لم يدعه ياسين يتكلم أكثر ، دفعه فتراجع للخلف وصرخ
"انت حر فى إلى يخصك بس انا لا اتكلمت معاك فى لبس جاسكيا و لا التانية ديه و حاطط جزمة فى بوقى عشان الاخت هالة إلى كاشفة شعرها بقول هو حر ، إنما إلى يخصنى معاك مفيش فيها كده ، ما اقبلش انا بكده ، إلى حصل يا ادهم انا مقبلش بيه ، انا ده بالنسبالى عريان "
للمرة الأولى تنقلب كفة الموازين بين أبناء طارق فحتى خالد ابتلع لسانه و هو حدث لا يتكرر و أمام فورة ياسين تراجعت زينب فيما تكلم ادهم و ناظره فى الارض
"ديه غلطتى و معاك حق فى كل إلى قولته "
(١٦)
فى العتمانية
ارض الصراع الأول بين أبناء عارف
أرض الخطيئة الاولى و الصواب الأول
بالطابق الاخير و اقفة هى إلى جنب .
ما فعله حسن لم يؤثر بها فهذه الايام لا تجتمع بحسن إلا لتحطم شيئا على رأسه .
أغلقت شفتيها حتى لا تضحك فسيظل شهرا يتوجع من الكلمة التى ألقتها فوق رأسه ، لم تعد تخافه و لا تخاف من ردة فعله تجاه اى شىء ، لم تعد الضعيفة التى ترتجف من ريح يمر بجوارها ، لا تعلم و لكن تقزم أمام عينها كل شىء عندما ضاع بلحظة كل شىء و راهنت هى على وصل المقطوع مع من يرد الوصل فقط بشروطها ، مع من يقبلها بذاتها.
أنت تقرأ
إرث السمراء ....الجزء الثالث من أنين الروح
Spiritualوطن .....حكاية عائلة درامى .... رومانس