"لماذا تحملق بي وكأنني خبلاء؟! ماذا ظننت حقًّا يا مراد؟! أنني قد أرضى بزواج صوري نتبادل خلاله الصمت والوحدة؟! هذا لن يحدث، لقد اكتفيت!إلى الوراء تراجع خطوة واحدة يقيم الموقف الذي وُضِع فيه على حين غرة، وللأمانة يخشى أن يصدقه!
وفي دهشة تمتم وهو يكبح اهتزاز الأرجوحة التي تشتت انتباهه:
_أنتِ لا تتوقفين أبدًا عن إبهاري!
تطلعت إليه في استنكار حقيقي وعلقت بينما تجمع قوتها لتستأنف تحريك الأرجوحة في عناد:
_ولماذا تريدني أن أتوقف؟!
قطعًا لا يريدها أن تتوقف!
ولو أراد.. هل ستستطيع أن تفعل؟
هل ستُغالب طباعها المُتمردة، المُثابرة، الجريئة، الـ..مِغناج كامرأة مُتعددة الشخصيات مُتَيَّم هو بكل واحدة منهن على حِدة؟!
تمالك نفسه في بطء ثم تأفف وهتف مُتمسكًا بآخر قدر من جدية مظهره بعدما جرب أكثر من مرة كيف يفقد صرامته في حضورها:
_أنتِ مجنونة بالفعل يا عائشة! كيف لم ينتبه أحد إلى هذا الأمر طيلة الأعوام الفائتة؟!
وبدلًا من رؤية تعبير بالانزعاج على وجهها لنعته إياها بالجنون فقد تجلى الزهو على جمال ملامحها، زهو رافق ردها غير المُتردد:
_وأنت تأثرت بي بالفعل يا مراد، كيف ظننت أنك ستتمكن من الإبقاء على هذا الأمر سِرًّا للأبد؟!
أجلى حنجرته التي جفت لإدراكه أنها ربما _منذ مدة ليست بالقصيرة_ قد كشفته رغم أسلوب تعامله الجاف معها أحيانًا، ثم سألها في اقتضاب:
_ماذا تعنين؟!
على مهل رسمت ابتسامتها الماكرة، في ثقة تركته يستوعب أنها قد _كما عادتها_ حاصرته، ثم رددت في رقة لم تخلُ من ثبات:
_أعني أنني أؤثر فيك.
تخبطت نبضاته في فوضى برهنت أنها مُحقة تمامًا فيما قالته..
فهي _وحدها_ من تؤثر فيه إلى حد أَبْعد مما يجنح إليه خياله أو خيالها!يقسم أن ما يحول بينه وبينها الآن ليس إلا وثيقة زواج يدفع كل ما يملك كي يوقعها وباللحظة التالية لتبحث هي عن مُعجزة تخلصها من بين يديه!

YOU ARE READING
لا تَرُدِّي ناشدًا
Romanceلعام كامل يبحث عنها في إصرار لإصلاح الخطأ الذي ارتكبه ابن عمه في حقها.. وفي غمار يأسه يكتشف أنها الفتاة ذاتها التي تلاحقه.. حاقدة عليه هي، تبحث عن ثأرها منه.. تُرى إلى أي مدى سيتحمل اتهاماتها؟ وهل ستحين لحظة الانفجار فيلقي أمامها بالحقيقة خالصة القس...