p.1

1.8K 64 10
                                        

جميلة الخلخال

.
.
.
.
.

سطح واسع ينيره ضوء القمر... هاتف موضوع على حافة السطح وتصدر منه أغنية هندية و سمفونية خلخال تصدر مع كل حركة تقوم بها تلك الجميلة التي ترتدي الساري الهندي

خطواتها تتناغم مع اللحن، وجسدها يدور في انسجام، ينساب معه فستانها في موجة من الألوان ، مر على دورانها أزيد من دقيقة من دون أن تشعر بالدوار متعودة على ذلك منذ صغرها

عندما صمتت الموسيقى وجدت نفسها محاصرة بين يدين تمنعها من حركتها القادمة

تعكرت ملامح تايلور كونها كانت متشوقة لآخر حركة لها نظرت نحو الفاعل لتقول بغضب

" أودلف لما فعلت هذا... كان يجب علي الجلوس في الأرض وفستاني يغطي المكان... أنت حقا مفسد اللحظات "

تنهد الآخر مبتعدا عنها يحمل قنينة الماء ويعطيها لها

" كنت أحسبك ستسقطين لهذا مسكتكي أيتها الراقصة"

أخذت منه القنينة تشرب منها لتنظر له باستغراب

" كيف أتيت بدون أن يراك أحد ؟! "

" سر المهنة أيتها الجميلة"

اقترب منها لتتبعثر أنفاسها ثم مد يده للقرط الهندي الذي كان بأذنها ليأخذه و وضعه بجيبه كان سيعرض عليها رقصة كلاسيكية بألحان هندية و لكن صوت السيارات التي تدخل للقصر بانتظام جعله يبتعد ليختفي تماماً عن أنظارها

لتتوجه بخطوات سريعة تجعل الساري يتطاير كأنها ملكة جانسي في عهد الاستعمار الإنجليزي بشعرها الاسود الطويل و صوت خلخالها الذي أصدر نغمة غير متزنة بسبب جريها

توقفت بحافة السطح لترى أبناء أعمامها ينزلون من سياراتهم بحلتهم السوداء و شعرهم المبعثر عكس الصباح الذي كان مسرح

رفع واحد منهم نظره و الذي كان يدعى كريستوڤر كان ذو بشرة بيضاء و عينين رماديتين نظر لابنة عمه ليغمز لها لتطلق ضحكتها

جعلت من الإثنين معه يرفعان رأيسهما أيضا ينظران لابنة عمهم يضحكان أيضاً فهي بالنسبة لهم مثل طفلتهم هي زهرة هاته القصر لن يسمح بسوء عالمهم أن يمسها

نزلت بسرعة من السطح لتجدهم قد دخلوا إلى القصر اقتربت منهم لتجلس وسطهم باحتشام ليس لأنها تخجل منهم بل لأنها فعلت شيء ما

" لن نترك تلك الزينة بغرفتنا تايلور"

نطق كارلو فهو عرف ماذا فعلت في غرفته و غرفة باقي أبناء عمه... كتفت يديه بيأس غير راضية بإزالة الزينة الهندية التي وضعتها بغرفتهم

جميلة الخلخال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن