كابوس

912 77 137
                                    


" ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه "

صرخة مدوية رنت بين جدران الشقة المتهالكة مصدرة صدى تردد في ٱذان من استيقظ لاهثا في بركة من العرق....

نظر بطرف عينيه الى الساعة بجانبه في محاولة يائسة منه لاستعادت حواسه .

الواحدة صباحا...اللعنة لقد نام لأقل من ساعتين...

أعاد رأسه للخلف مستلقيا يحاول بشتى الطرق تجاهل الصداع القاتل ،يردد بصوت أقرب للهمس..

"إهدء...أنت بخير...لا أحد هنا...تنفس..اهدء كين.."

ركز كل طاقته على استنشاق شهيق عميق يتبعه زفير حارق ...

بعد محاولات عدة استشعر انفه المدبب اخيرا رائحة الرطوبة الخانقة...

مسح بكمه على وجهه ليمتص الاخير حبيبات العرق المتجمعة اعلى جبهته....

هنأ نفسه فقد تمكن من استعادة السيطرة دون الدخول في نوبة ذعر هذه المرة...

أو هكذا ظن...


حمد الرب في ذهنه هاما بالخروج من فراشه ، لا فائدة من البقاء فيه فهو يعي جيدا أن لا نوم سيراوده الليلة بل ربما قد يجافيه الأخير لأيام معدودات ...

اتجه الى زاوية المطبخ وكله ادراك ان جسمه الذي تعود الجوع ما زال بحاجة الى الوقود اللعين المكنى بالطعام....

الطعام يساوي طاقة والطاقة هي الوقود الذي يحرك خلايا عقله خلال الدراسة وعضلاته أثناء العمل...

سكب بملل حساء الطحالب البحرية سريع التحضير داخل الاناء...

خطر على باله ذات السؤال الذي يراوده كلما طبخ لنفسه زقوما يغذيه....

الى متى ستصمد شعيرات لساني التذوقية قبل أن تحرقها احدى إبداعاتي....

جلس على الطاولة يتأمل ما سيصبح قريبا في معدته....

وكأن كونه عديم طعم ومشوه منظر لم يكفي بل فوقها هو سيء الرائحة...

مع ذلك هو تجاهل كل ما سبق فهذا الطبق سريع التحضير يوفر نسبة كالسيوم اعلى ثلاث مرات من تلك الموجودة في لتر من الحليب وكيلوجرام كامل من القرنبيط و رأس من نبات الملفوف....

الطعم والرائحة والشكل غير مهمين فبالنسبة له كله يهون اذا كان هنالك أمل في أن يزيد طوله بضع سنتمترات....

مستعد لتجرع السم في سبيل تحقيق ذلك....

.
.
.

معلمي_My teacher حيث تعيش القصص. اكتشف الآن