🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل الرابع والثلاثين.
اندفعت الذكريات إلى رأسها نحو ذلك اليوم الذي كانت تطير به من السعادة، في تلك الصورة احتضن خصرها وفي تلك كان جبينه فوق جبينها... هُنا كانت ابتسامتها واسعة وهُنا التمعت عيناها بشعور الفرح.
مع كل صورة كانت تمررها كانت تسمع معها صوته وهو يُخبرها أنه نقل حاجتها إلى غرفة أخرى.. يخبرها بما تساءَلت به عينيها وهي تجر ثوب زفافها ورائها.
أسرعت بمسح دموعها التي خانتها لتقترب منها الخادمة بالعصير.
_ العصير يا ست "زينب".
لم تنتبه "زينب" أثناء نهوضها -بتلك السرعة- من قُرب الخادمة منها؛ فانسكب العصير على الأرض.
_ أنا آسفة.
طالعتها "زينب" بعينين أغشتهما الدموع تُريد إخبارها أنه خطأها هي لكنها لا تستطيع إخراج صوتها.التقطت حقيبتها دون كلمة تحت أنظار الخادمة التي استعجبت من مغادرتها بتلك السرعة دون أن تتفوه بكلمة.
اندهشت السيدة "حورية" وهي تراها تُغادر حتى أنها لم تلتفت إليها عندما نادتها.
وجدت الصغير أمامها يخبرها وهو يحمل دمية الحصان خاصته.
_ "زوزو" مشيت، أنا عايز "زوزو".
داعبت "حورية" شعر الصغير لتُلاطفه ثم اتجهت بخُطواتها نحو الخادمة التي جثت على ركبتيها لتنظف المكان.
_ إيه اللي حصل يا "ماجدة"؟
نهضت الخادمة بأدب ونظرت نحو مكان العصير.
_ معرفش يا ست "حورية"، أنا جبت العصير زي ما دادة "نعمات" امرتني وفجأة لقيت الهانم بتقوم وبتاخد شنطتها.
ازدردت الخادمة لُعابها عندما نظرات السيدة "حورية" إلى بقعة العصير واستطردت وهي تنظر نحو الطاولة.
_ هي كانت بتتفرج على صور الفرح.
لم تكن "حورية" تنتظر مواصلة كلامها؛ فعينيها حدجت بالفعل نحو ألبوم الصور المفتوح.
أغلقت "حورية" جفنيها وقد استمر الصغير بجذب يدها وسؤالها..
_ ليه كانت "زوزو" بتعيط؟.
فتحت "حورية" عينيها ونظرت إلى الخادمة التي وقفت في حيرة من أمرها.
_ روحي شوفي شغلك يا "ماجدة".
غادرت بوابة المنزل وقد تعجب الحارس من مغادرتها بتلك الحالة. وقفت مكانها تنظر نحو كلا الطريقين ثم استكملت خُطواتها الأشبه بالركض.
إنها تختنق ولا تستطيع إخراج أنفاسها..وكلما انسابت دموعها على خديها أسرعت بمسحها.
كانت في حالة مثيرة للشفقة وكأن جرحها الغائر يعود من جديد. سارت بالطريق وهي لا تعي إلى أين هي ذاهبة.
...
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...