كان ماتيو قد توقف عن البكاء منذ ساعة تقريباً وها هو يجلس مقابل التلفاز يشاهد برنامجاً كرتونياً بهدوء بينما لوكاس كان يطبخ الغذاء لأجل الصغير..
بعد تناولهم للغذاء قام لوكاس بغسل الأطباق وتنظيف المطبخ وبعد إنتهائه غسل يديه وجففهما ثم خرج نحو ماتيو وكاد يتحدث معه لكن قاطعه صوت الطرق بطريقة مزعجة على الباب فتوجه نحوه يفتحه ليتفاجأ بأن الطارق هو والد ماتيو !
تهللت أسارير الصغير ظناً منه أن والده جاء لأخذه لكن خاب ظنه حين تحدث والده قائلاً :
" أتيت لأعطيك أغراض ذلك الطفل...هذه ثيابه وأشيائه...لا نريد ما يذكرنا به.."
أدمعت عينا ماتيو وركض للداخل بينما نظر لوكاس لوالد ماتيو وأردف بإنزعاج :
" لم يكن عليك المجيء إلى هنا...ولم يكن هناك داعٍ لتحضر أشيائه.."
رد عليه الأب :
" هذه الأشياء اشترتها له أمه لذا هو يحبها جداً..لذا أحضرتها...خذها هيا.."
أعطاه الحقيبتين وغادر تحت إستغراب لوكاس من تصرفه...
تنهد وأدخل الحقيبتين وأغلق الباب ثم توجه لماتيو الذي كان يجلس أرضاً في المطبخ ضاماً ركبيته لصدره دافناً رأسه بينهما فاقترب لوكاس منه بينما يناديه :
" ماتيو..."
رفع المعني رأسه بينما جثى الأكبر أمامه ناطقاً :
" ما رأيك أن نعقد إتفاقاً صغيراً ؟ "
أمال الأصغر برأسه بإستغراب فتابع لوكاس كلامه :
" دعنا نتفق على ألا نبكي مهما كان كلام الأخرون قاسياً..حسناً ؟ "
لم تتغير نظرات الصغير المستغربة فأردف لوكاس :
" إذاً بكينا فسنبدو ضعفاء أمامهم وسيسخرون منا..هل ترضى ذلك ؟ "
هز الطفل رأسه بقوة نافياً بملامح عابسة فابتسم لوكاس للطافته وأردف :
" إذاً يجب ألا نبكي..صحيح ؟ "
مسح ماتيو دموعه وأومأ بقوة فقهقه لوكاس بخفة ثم أمسك بيديّ ماتيو الصغيرتان وجعله ينهض بينما يردف :
" الأن سأخذك لأعرفك على شخصٍ لطيف..."
: " من يكون هذا الشخص ؟؟ "
سأل ماتيو برراء ليرد عليه لوكاس :
" إنها جدة لطيفة تعيش في المنزل المقابل لنا وهي لطيفةً جداً..أنا واثق أنك ستحبها كثيراً..لكن قبل ذلك دعنا نرتب أغراضك في الغرفة..."

أنت تقرأ
لا يُقدر بثمن * متوقفة مؤقتاً *
Randomهو عامل نظافة في النهار وفي الليل عامل توصيل.... في شقةٍ بسيطة يعيش وبالكاد يوفر لُقمة عيشه وإيجار تلك الشقة بالإضافة للدواء الذي يحتاجه بإستمرار.... فكيف يمكنه تربية طفلٍ صغير تم التخلي عنه من قِبل عائلته ؟! وماذا سيفعل حين يجد نفسه متورطاً مع زعيم...