الفصل الواحد والثلاثين.

22.9K 733 66
                                    

🌺 ظنها دمية بين أصابعه. 🌺

الفصل الواحد والثلاثين.

سقطت أمامه كورقة خريف ذابلة  لينتفض قلبه رُعبًا عليها وقد غادرت الدماء وجهه وارتجفت أطرافه كحال شفتيه التي عجزت عن النطق للحظة.
_ ليلى.
نطق اسمها بفزع وهو يجثو على ركبتيه جوارها، رفع جسدها ليسندها على ذراعه حتى تفيق وسرعان ما كان ينتبه على حرارة جسدها
نظر حوله؛ ثم حملها بين ذراعيه والهلع يحتل ملامحه. لا يعرف كيف ادخلها بالسيارة ولا كيف قادها نحو أقرب مشفى. سطحها على الفراش بالمشفى؛ ثم تراجع بضعة خطوات بعدما أتت طبيبة طوارئ وراءه
_ هي كانت بتشكي من حاجة؟.
كان "عزيز" مازال في حالة صدمة واخذ يهز رأسه لها بأنه لا يعلم شيء
أخذت الطبيبة تقوم باللازم فبدأت "ليلى" تستعيد وعيها شيئًا فشيء. بدت اللهفة في عينيه وهو يراها تفتح عينيها
_ حرارتها مرتفعة جدا، إذاي تسيبوها في الحالة ديه لحد ما حصل لها إغماء؟.
تساءلت الطبيبة؛ ثم زفرت أنفاسها بقوة لتواصل عمل اللازم لم تُجيب عن سؤاله عندما سألها إذا كانت بخير ليخفض عيناه أرضًا وسرعان ما كان يتذكر ما تغافل عنه، عليه إخبار عمها
تحرك من الغرفة، لكنه وقف مكانه عندما أستمع لآنينها الخافت وحديث الطبيبة للممرضة المرافقة لها بإحضار محلول وريدي. أغلق عينيه بقوة فهو لا يتحمل سماع آنينها ما فعله بها بالتأكيد أوصلها لتلك الحالة، غادر الغرفة هاربًا يستند على الجدار الذي ورائه وطأطأ رأسه
_ عزيز بيه في حاجة محتاجها مني؟.
هتف بها عزيز "العم" فور أن أجاب على مكالمة رب عمله
_ ليلى في المستشفى يا عزيز.
تحرك عزيز عائدًا إلى الغرفة دون تفكير، لكن عندما وجدها ممددة على الفراش والطبيبة تتحدث معها لتتأكد من إفاقتها انتبه للتو على وضعه. الا يكفي كل ما اباحت له نفسه. خروج الطبيبة من الغرفة جعله يفيق من الحالة التي هو عليها الأن ونظر لها وتساءل بقلق
_ طمنيني عليها يا دكتورة هي كويسة؟.
_ متقلقش يا حضرت تخلص المحلول بتاعها وتقدر تمشي وأنا كتبت لها العلاج اللازم اهتموا بس بيها شوية لأن ضغطها كمان كان واطي جدًا.
اماء برأسه، لكن حديث الطبيبة الأخير أصاب قلبه الذي خفق على الفور من سماع عبارتها
_ تقدر تدخل للمدام تطمن عليها.
معها اختبر مشاعر عده لم يعيشها من قبل رغم زواجه من "سمية"  لم يظن إنه سيعيش تلك المشاعر يومًا
وقف أمام مسكن العم سعيد وعائلته ينظر إليها وهي مستنده على كل من ذراع عمها وعايدة وخلفهم سارت شهد. اقترب منه العم سعيد الذي اطمئن أخيرًا قلبه عند عودتها
_ تعالا يا عزيز بيه اتفضل البيت بيتك.
مدّ عزيز الأدوية التي بيده له بعدما سحب عيناه عنها بصعوبة وقد اختفت عن أنظاره
_ ده العلاج بتاعها يا راجل يا طيب، ياريت تشرب سوائل كتير واغصبوا عليها تأكل.
التقط العم سعيد منه الأدوية
_ الحمد لله أنك كنت معدي بعربيتك في الوقت اللي وقعت فيه، أنا قولتلها بلاش تروحي الشغل، لكن صممت وقالت أنها كويسة، أنا مش عارف إيه اللي جرالها فجأة من يوم ما روحنا المزرعة!.
اجتاح الألم قلب عزيز عِند ذكر العم سعيد أمر ذهابهم للمزرعة، لو كان يستطيع إخراج تلك التنهيدة المؤلمة لكان حررها أمام مرأى الجميع وطرد معها ما يعيش فيه مؤخرًا من لوعة الحب وتأنيب الضمير. ربت عزيز على كتف العم سعيد
_ خلي عزيز ياخد لها أجازه من المصنع، واهتموا بأكلها شوية يا راجل يا طيب.
حاول أن يجعل كلامه لا يُفسر بالخطأ إلى أن يُعلن رغبته بالزواج منها. كاد أن يتحرك عزيز إلا إنه وجد نيرة تتسأل وراءه عن حال ليلى بعدما علمت ما حدث لها
_ مالها ليلى يا عمو، سمعت أنك لقيتها واقعة في الشارع؟!.
تولى العم سعيد أمر الإجابة عنه وأخذ يُخبرها بما أصابها
_ بصراحة من تاني يوم لينا في المزرعة وهي حالها بقى عجيب.
وكأن كان ينقصه المزيد من الوجع عن ذلك اليوم ووجود تلك العروس المقترحة هي وعائلتها
_ البنت وكأن عين وصابتها.
قالها العم سعيد وهو يلطم كفيه ببعضهما، لتبتسم نيرة وتنظر نحو عمها الذي انسحب من بينهم حتى يستطيع الاختلاء بنفسه
_ هي شكلها تعبان اكيد دلوقتي، بكرة الصبح هاجي أطمن عليها يا راجل يا طيب.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن