Part11:يَوم مِيلادِها.

498 41 126
                                    

خِـِلتهَا شُعلَةً ستَنطفئ،
وَجدتهَا نَاراً بهَا أحتَرق

....................................................... .............

تَدلهَمت اللَيلة و اِنضخت النجُوم وَجه السمَاء، و نَشر القَمر خيُوط ضِيائِه بنُور ندِيٍّ يتَحدر قَطراتٍ دقِيقة كأنّها أنفَاس تتَثَاءب بهَا الأموَاج المُستَيقظة فِي بَحر النِسيان، ريَاح خفِيفَة و بَاردة كأنّ سمَاء اللَيل تَتنفس بَعض أكدَارها، كأنّها تَروي أكخبَار نهَارها فِي الكتَاب الأسود... لطَالما أحبَبت ليَالي فِبراير عَن غَيرها، أجِدها تمَثلُني و تُعبِّر عن مكنُونَاتي التِّي لَا أبُوح بها كتَنفيس البحر عن غضبِي بتلَاطم أمواجه و تَهطِل الغيُوم أمطاراً لحُزني و تُشرق الشَمس لسَعادتي ربّما كَانت مُجرد صدف و ربّما لأنَّني اِبنة هذَا الشَهر مَن يدري؟ بالتأكيد لَا أحد..

أوجَست شرًّا  لشعُوري بخطوَات قَادمة نَحوي تلِيها يدٌ حطّت عَلى كتِفي، ظنَنّت أنّني لوَحدي عَلى الشَاطئ... حَالمَا اِستَدرت لَمحت رِين باِبتسامَتها البَشُوشة و عيُون البُّن خَاصتهَا تَلمع تَحت ضَوء القَمر "أنتِ هنَا يا ذَات عيُون العَسل، بَحثت عنكِ فِي القصر و حِين لَم أجدكِ توقَعت أن تكُوني هنا"

"و كَيف ذَلك؟"

"تلجَئِين إلى البَحر ليَسمَع مُناجاتك حِين تَعجزين عَن البَوح بخوَالجك"

أمعَنت النَظر نَحو اِبتسامتها الخَافتة الجَمِيل و عيُون الشَهل خَاصتها ثمّ أطلَقت تنهِيدة و زَفيراً لَم أعِي عَلى نَفسي أحبِسُه.. هذِه الفتَاة لَا تنفَك تُذهلنِي بقرَأتها لِي، أشعُر أنّني شَفافَة أمَامها أو كِتاب مفتُوح تَسهل عَليهَا قِراءتِي هِي تعرِفُنِي أكثَر مِن ذَاتي رغمَ أنَّني اِلتَقيتها منذ أشهُر مَعدُودَات إلَّا أنّها كَانت الأقرَب إلي، كلِمَاتُها المُراعية، اِبتسامتها الدَافئة التِّي تَبعث الطمأنِينة فِي نفُوس أفرَاد العَائلة، نظرَاتها الحَانيّة و حُبّها لشَقِيقي هِي قطَعة نَادرة الوجُود جمَعتنا صُدفة محمُودة... اِنتبَهت على شرُودي فِي وجههَا فنَفضت الغَمامة المحِيطة بِي و اَمسكت بيَدهَا لِنجلِس علَى الرِمال قَبَل  أن أُفرِق شِفاهي لأبَاشر الحَديث

"رِين هَل سَبق و أصَابك عَجز أودَى بِقوتك للهَاوية و جَعلك تتألمِين حدّ طَلب المَوت؟"

اِعتدلت فِي جلستها تُعيد أيدِيَها خَلف ظَهرها لتَستنِد عليهَا، حَمحمة صَدرت مِنها قَبل أن تبُوح بخُلجِها "احيانًا تُصادف الإنسَان لحظَات يَشعر فيها بالعجز التام، يَنظر إلى نفسِه بإستغراب يَسأل نفسَه أينَ ذهبَت تِلك القُوة و العظَمة التي لازمتْهُ طِوال سنين مضَت و كانَت لهُ كحصنٍ منِيع يَحتمي به.. تصادفُه موجة إكتئاب تُعيده بضعة أقدَام إلى الخلف، تجعلهُ طريح الفراش طُوال اليوم لَا يَقوى إلاَّ عَلى التَّنفس، يَتسَاءل حينها ما الذي اِقترفَه بحق نفسِه كي تعاد أمامَه ومضات من الماضي تعيدُه إلى نقطة البداية من جديد؟ و تُعجزُه بٍشكلٍ مُؤلم
الحقيقَة أنَّه لكُل حدثٍ حكَمه و لِكل وجع غاية! إن لَم تُدركها ستعُود لأجلها، هَذا قانون الحياة، يُشبه دائِرة المَوت، لنَا فِيها استِراحاتٌ كهذه، تُشبه الفوضى، الدمار، تُشبة ولاَدة أوجَاعنا مِن جديد، و الواقِع أنَّها فقَط لحظَة لقَائنا بأنفُسنا، هِي التاريخ كاملاً لمَا مضَى، هِي كل ما كنَا نجرِي لنَموت قبل أَن نَراه.. ثمَّ أخيراً نقابلُه، ليُعاد تشكِيل مَا ترَهل مِنا بَعد كُل ذلِك الجَري الذِي تلَاه عَجزنا و أجلَ كَان شعُوراً سيئاً فِي البدَاية لكِن فِي النهَاية هَا أنا أمَامك"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 05, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝖬𝗒 𝖦𝗈𝗅𝖽𝖾𝗇 𝖲𝗐𝖺𝗇 |ذَهبيَّتِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن