- ألف مبروك يا دكتور فخري .. دلوقتي بقيت مدير أكبر مستشفيات اسكندرية
قالها ذلك الرجل الاقرع الذي تبدو عليه علامات الهدوء المخيفة اثناء زيارته له في شقته، رد عليه الطبيب بفرحة:
- ربنا يبارك فيك يا مراد بيه .. بجد فرحان لدرجة كبيرة أوي ومش مصدق اني ابقى مدير المستشفى وانا ف السن ده!
أخرج سيجارة ووضعها في فمه وقال:
- مش خسارة فيك يا دكتور .. معلش بقا هولع سيجارة قدامك ومش هراعي لوزارة الصحة
قال كلماته الأخيرة وضحك ليضحك الطبيب ويقول:
- بجد مش عارف اشكرك ازاي يا فندم أنت خدمتني خدمة عمري ومش عارف اردلك كل ده ازاي؟
نفث السيجارة من فمه وقال:
- ده واجبي يا دكتور .. بس معلش بقا هتقل عليك وهطلب منك طلب صغير واتمنى تنفذهولي
الطبيب بإهتمام: اؤمرني يا مراد بيه
طرقع أصابعه ليعطيه أحد رجاله الذين يرتدون بدلة ونظارات سوداء صورة ما، فأعطاها للطبيب وقال:
- دي صورة واحد اسمه أحمد الهلالي تسمع عنه؟
طالع الطبيب الصورة ثم نظر به قائلا:
- لا معرفهوش الحقيقة .. بس ماله يعني؟
نفث الدخان من فمه وقال:
- الراجل ده هيجيلك المستشفى زي النهاردة الاسبوع الجاي .. أنت هتكون مشرف على حالته بنفسك ومعاك طقم ممرضين ومساعدين احنا مختارينهم بعناية .. كل اللي عليك تنفذ كل اللي هقولهولك بالحرف وتكتب التقرير زي ما أنا عايز
الطبيب وقد زادت دهشته:
- مش فاهم حاجة يعني عايزني اعمل ايه بالظبط؟!
أطفأ سيجارته في المطفأة الخاصة بها ثم قال مبتسما:
- الأسئلة دي مش هتفيدك بحاجة .. كل اللي عليك تنفذ اللي هقوله بالحرف من غير تجويد .. ده لو عايز تحافظ على منصبك الجديد
ثم اقترب منه أكثر وقال بهمس:
- وعلى حياتك كمان يا دكتور
**********
كان الطبيب يتصبب عرقا بشدة وبدت عليه ملامح القلق وهو يتذكر ذلك اليوم، أعطاه أدهم كوبا من الماء فأكمل
قائلا:
- ومن يومها قررت اعمل اللي قالي عليه ومقدرتش اتكلم ولا انطق اي حرف علشان خوفت على اسرتي وقرايبي
ثم نظر لعمر الذي يجلس شاخص العينين وقال له وقد نزلت بعض دموعه:
- أنا معرفش اني اتسببت في حاجة أذت ناس بالشكل ده لكن حط نفسك مكاني يا استاذ عمر .. انا كنت مرعوب
بجد دول ناس مبترحمش حرفيا!
ثم قال بشفتين مرتجفتين: يوم ما جابوا جثة ابوك كان كل جسمه مشوه وانا اتصدمت لما شوفتها .. مكنتش
مصدق أن الراجل ده هو هو اللي شوفته ف الصورة .. وف يوم......
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
