الفصل التاسع والعشرون

74 2 0
                                        

ضغطت على ذلك الزر لتملأ كوبا من القهوة التي اعتادت احتسائها في العمل كل صباح ، وفجأة ارتعدت فرائصها
عندما وجدت صديقتها خلفها وهي تقول:

- صباح الخير على دلوعة وملكة جمال شركتنا

تنهدت إنجي بضيق ثم قالت:
- صباح النور يا آية .. اي اللي جابك بدري كدا؟

آية: شديت حيلي النهاردة وقولت لازم اروح ف الميعاد ما إنتي عارفة البشمهندس عمر مشدد على الالتزام بالمواعيد .. وسعي بقا علشان الكوفي ماشين مش ليكي لوحدك

جلسوا سويا وتحدثوا فيما بينهما، حتى رن هاتفها المحمول لتبتسم لرؤية المتصل وتتحدث بسعادة، أغلقت الخط فوجدت آية ترمقها بنظرة خبيثة قائلة:

- إنجي إنتي ليه دايما بشوف في عينيكي الفرحة كل ما تتكلمي مع البشمهندس عمر؟!

إنجي بإستغراب: بتشوفي في عينيا فرحة ازاي مش فاهمة؟!

آية: يعني بحس انك مبسوطة اوي وكدا

رشفت ما تبقى من القهوة ووضعت الكوب وقالت وهي تنهض من مكانها:

- إنتي واحدة تافهة اصلا .. البشمهندس على وصول روحي شوفي شغلك

عادت إنجي لمكتبها ثم نهضت عندما رأته قادما وألقت عليه التحية، فقال عمر:

- تعالي يا إنجي وهاتي الورق اللي قولتلك عليه

دلفت وراءه المكتب وأعطته اوراق كثيرة وقالت:
- ده الشغل اللي حضرتك قولتلي أخلصه امبارح

طالع الاوراق سريعا وأومأ برأسه وقال:
- تمام

كان يبدو عليه قلة النوم والتعب واضح عليه فقالت إنجي بقلق:
- حضرتك كويس؟!

مسح على وجهه وقال: كويس الحمد لله

إنجي: بس واضح إنك مرهق أوي

عمر: لا مفيش بس منمتش كويس النهاردة

إنجي: طب هروح أجيب لحضرتك قهوة وــــ

عمر مقاطعا: استني يا إنجي ما إنتي عارفاني مبشربهاش

تذكرت وضحكت ضحكة خفيفة فقال لها:
- أنا هخلص كام حاجة ع السريع وهمشي وأسيبلك الباقي

إنجي: اوكيه .. تؤمرني بأي حاجة تانية؟

عمر مبتسما: متشكر

غادرت وأغلقت الباب وابتسمت بسعادة كبيرة، فرؤيته كل يوم تجعلها سعيدة جدا، وتلك الرائحة الذكية التي
اعتادت عليها منه تجعل نبضات قلبها كالمعزوفة الموسيقية، يا لجمال ابتسامته ووجهه الوسيم!، ولكن سرعان ما تذكرت نظرة زوجته لها فتحول وجهها للعبوس، فهي لم تنسى تلك النظرة الثاقبة من أعين تلك الفتاة.

**********

- بسم الله ما شاء الله عليكي يا بسمة .. بقيتي احسن بكتير دلوقتي

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن