٢ - لم يعُد إنساناً .

332 63 202
                                        

-" من يعرُف ما قد يخبئه لنا المُستقبل؟ ربما يُبقي لنا بركاناً سينفجر في الوقت المناسب، ربما ينتظر بفارغ الصبر حتى نلتقي فينقلب رأساً على عقب، ربما يترقب اللحظة التي سنصبح فيها بين يديه حتى يَسلب نفسه منا ".

-" من يعرُف ما قد يخبئه لنا المُستقبل؟ ربما يُبقي لنا بركاناً سينفجر في الوقت المناسب، ربما ينتظر بفارغ الصبر حتى نلتقي فينقلب رأساً على عقب، ربما يترقب اللحظة التي سنصبح فيها بين يديه حتى يَسلب نفسه منا "

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Hurricane - Halsey
-" أنا تائه، أنا نديم ليلة عابرة، لا أنتمي إلى أي مدينة، لا أنتمي إلى أي رجل، أنا ذلك العنف في الأمطار الغزيرة .
أنا إعصار ".

~♡~

لم يعد يونقي إنساناً ...

مذ بلغ الحادية عشر من عمره، تحول يونقي إلى فراشة، وحلق بين الحقول والبساتين، وجهه لا يَكاد يُرى بالعين المجردة، وروحه تطفو في كل مكان .

لم يكن هناك أي شيء مثير جداً في كونه فراشة، خصوصاً حين لم يستطع رؤية جمال جناحيه بنفسه، حدث ذلك فجأة، نام ذات ليلة على كرسي الحديقة في الميتم، وحين استيقظ، كان قد تحول إلى فراشة .

كانت مهمة الفراشة هي مُطاردة الزهور، والإنجذاب إلى جمالها كما ينجذب الحديد إلى المغانط، وربما لأن له مع الفراشات مهمة مشتركة، أضحى يونقي يشعر نفسه فراشة .

كان يغلق عينيه كل ليلة، ويشعر بالحرية التي لم يذقها يوماً حين كان شكل روحه بشرياً، حرية لم يجربها إلا حين تجسدت روحه على شكل فراشة .

كان يتلولب في مكانه، ينثر الكثير من وهج الذهب، ويبحث عن زهرة معينة، مهما كان طول مدة البحث أو شقائه، كان يونقي سعيداً بمهمته بشكل لا يمكن تصوره، هذا كان حلمه الدائم، وأكثر شيء كرهه كان طلوع الصباح، حيث تأتي أمه لتصحبه إلى المنزل .

في تلك اللحظة، كان يونقي يعود إنساناً عادياً مقيتاً، يُجاهد لفهم الناس وفعل الأشياء البسيطة، حين كان يمر رفقة أمه بجانب البستان الواسع في قريتهم، كان يغلق عينيه ثانية، وأحياناً يفترش الأرض ويرفض التحرك فيُضجر والدته .

ومن ثم، يحاول العودة إلى شكله السابق - أقصد شكل فراشته - ويفشل في ذلك، يبدو أن هذا لا يمكن حين تكون والدته بجانبه.

زهرة اللوتُس || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن