وقفت أمام مرآتها التي تُظهر عيونها المرهقة لعدم انتظامها في النوم الأيام الأخيرة، وضعت بعض المكياج لتخفي تلك العلامات وارتدت حقيبتها، خرجت للصالة لتجدهم جالسين يتحدثون فيما بينهم وهم يتناولون وجبة الإفطار، لم تتكلم معهم لتستوقفها والدتها لبنى قائلة:
- رايحة فين ع الصبح؟!
بسمة بلامبالاة: خارجة
والدتها: خارجة رايحة فين مش النهاردة إجازة من الجامعة؟!
نظرت لها وقالت بضيق:
- خارجة وخلاص يا ماما عايزة حاجة مني؟!
هزت رأسها بالنفي وقالت:
- طيب متتأخريش
غادرت وأغلقت الباب خلفها وشعرت بالحزن الشديد، فهم لا يبالون لها لدرجة أنهم لم يسألوا عن سبب غضبها وحزنها الايام الماضية، نزلت بسرعة لتتتفاجأ بوجود مريم مع جدها وجدتها، ألقت عليهم التحية وقبّلت يد جدها وجدتها كما اعتادت أن تفعل كل يوم.
كانت مريم تنظر لها بإبتسامة منذ أن رأتها ثم نهضت ومدت يدها مصافحة وقالت:
- مفيش حمد لله على السلامة ولا حاجة؟!
صافحتها بسمة بوجه عابس وقالت:
- حمد لله على السلامة .. عن اذنكم
غادرت على الفور ولم تلتفت لندائها، جلست في سيارتها وأسندت رأسها على المقود بحزن وقد دمعت عيناها، ثم
انطلقت بأقصى سرعة للخارج.
جلست مريم وقالت بدهشة:
- هي بسمة مالها؟!
الجدة بحزن: محدش يعرف يا مريم .. فجأة حالها اتقلب من فترة ومبقتش بتقعد ف البيت كتير ولا بتتكلم مع حد
مريم بذهول: طب ومحدش فيكم قعد معاها وفهم اللي مزعلها؟!
الجدة: قعدت معاها انا وجدها واتكلمنا معاها كتير بس هي رافضة الكلام تماما
سكتت مريم وهي تفكر كثيرا ثم قالت بإنتباه:
- طب تعرفوا حد من صحباتها؟ زي صديقة قريبة منها؟
الجد محمود: اه في واحدة اسمها مي تعتبر صديقتها العزيزة وبتمشي معاها علطول
مريم: طيب لو معاك رقمها ممكن تديهوني يا جدو؟
أعطاها هاتفه وقال: دوري على اسمها اسهل علشان نضارة القراية بتاعتي ف الاوضة
بحثت عن الاسم حتى وجدته ثم كتبت الرقم في هاتفها، استأذنت منهما واتصلت بها لترد عليها فقالت مريم:
- ازيك يا مي انا قريبة بسمة صاحبتك ومحتاجة اقابلك ضروري
مي بإستغراب: خير حضرتك في حاجة؟!
مريم: لا كل خير إن شاء الله بس محتاجة اتكلم معاكي .. اي رأيك نتقابل كمان ساعة في اي كافية لو مش هعطلك؟
مي: لا أبدا مفيش عطلة ولا حاجة .. خلاص هتواصل مع حضرتك
أغلقت الهاتف وفي ذهنها تدور العديد من التساؤلات، فنظر بسمة التي رأتها منذ قليل كانت مليئة بالحزن العميق، لكنها الآن قد عزمت على معرفة ما غيرها بهذا الشكل، فهي لم تكن كذلك قبل رحيلها للقاهرة.
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
