أدارت مفتاحها في الباب ودخلت الشقة، جلست على أقرب أريكة ووضعت حقيبتها بجوارها وتنهدت تنهيدة عميقة، وضعت يدها على رأسها ونزلت دموعها عندما تذكرت ما حدث لها، وعندما تذكرت كلام صديقتها مي عندما قالت لها:
- حذرتك من اللي اسمه كريم قبل كدا وقولتلك مش مرتحاله ودخوله في حياتك كدا مرة واحدة مش مطمني
في هذه اللحظات تمنت لو سمعت كلامها، تمنت لو صدقتها وابتعدت عنه فورا، الآن صارت وحيدة لا تجد من ترتمي في حضنه ليخفف عنها آلامها، حتى أهلها غير موجودين منذ سفرهم الطارئ منذ ايام، لم يتحدث معها أي منهم ولا حتى مكالمة هاتفية واحدة.
أخذت حقيبتها ودخلت غرفتها وقامت بتغيير ملابسها، فتحت دولابها لأخذ قميصا خفيفا خاص بالنوم ليسقط
كيسا على الأرض، التقطته وفتحته لتجد إسدالا واسعا، تذكرته جيدا فهو ما أهدته لها مريم في عيد ميلادها،
جلست على طرف سريرها وهي تتفحصه، تذكرت مريم ومواقفها معها في كل مرة، تذكرت طيبتها ولطفها في تعاملها معها وجملتها التي تقولها في كل مرة لها " لو احتجتيني في أي حاجة أنا موجودة ".
شعرت بالحنين والشوق لها ولم تنكر ذلك، فمنذ رحيلها لم تستطع المكوث كثيرا في البيت لأنها غير موجودة، فهي
من كانت تضفي المرح والضحك والروح الجميلة في المكان، أخذت هاتفها واتصلت على شهد ابنة عمتها وأخذت منها رقم مريم، وعندما سألتها شهد عن السبب أخبرتها أنها ستتصل بها لأمر ما وليست تود أن تسأل عنها وكذا.
قامت بتسجيل الرقم وترددت كثيرا في الاتصال بها، لا تدري ماذا ستقول لها حينئذ، لكنها تشجعت وضغطت على
ذلك الزر وانتظرت ردها حتى فُتح الخط.
**********
- بصراحة دي فرصة خطيرة ومش هتتكرر يا نور اي رأيك؟
قالتها مريم بفرحة وهي تهاتف صديقتها نور التي ردت وقالت:
- غادة دوشتني وقالتلي لازم نروح وانا استئذنت من هشام وهو وافق الحمد لله وبجد مبسوطة أوي إنك هتروحي معانا يا مريم .. بس إنتي قولتي لعمر علشان معتقدش هيوافق علشان الحمل؟
مريم بضحكة: لا متقلقيش هقوله طبعا وهيوافق إن شاء الله .. المهم دلوقتي نتجمع هناك علشان إنتي وحشتيني
اوي ويا ريت نروح كمان ال ــــ
لم تكمل كلامها لأنها رأت المتصل فابتهجت كثيرا وقالت بسرعة:
- معلش يا نور هكلمك وقت تاني علشان معايا مكالمة مهمة دلوقتي
نور: تمام يا حبيبتي هكلمك بكرا يلا سلام
أغلقت الخط معها ثم قامت بالرد على المكالمة الأخرى، انتظرت بضع ثوان حتى سمعتها تقول بخفوت:
- ألو انا بسمة
مريم بإبتسامة: عارفة من غير ما تقولي لأني مسجلة رقمك من أول يوم ليا ف الڤيلا
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
