part 9

1.2K 29 0
                                        

أنا حبيبك لست بوالدك ولا بشقيقك.. لست بديوث يا جمانة.. هذه آخر مرة أسمح لك بمثل هذا.. كم هو غريب أمر رجولتك هذه.. ما أكثر ما تجرح وما أسهل

أن تجرح يا عزيز ... مضت أسابيع على لقائي بماجد وابنيه.. زار تفكيري كثيراً خلال هذه الفترة، لا أدري لماذا افتقدته لكنني أدري كم أحببت

رؤيته ذلك اليوم.. بدا لي كأب في غربتي...

خلال فترة امتحاناتنا اصطحبتني إلى مقهانا المعتاد لتذاكر هناك كالعادة.. اقتربت النادلة والتي أصبحت صديقة لنا بحكم تواجدنا الدائم في المقهى..

قالت : مرحباً .. كيف حالكم اليوم...؟.. جمانة، جاء رجل اليوم وترك لك هذه الورقة...

سحبت الورقة من يدي قبل أن أقرأها .. اتسعت عيناك بشدة

ونظرت إلي نظرة أرعبتني أحسست وكأن صاعقة ضربت جسدي..

سألتك بخوف : ماذا ..؟.. ما الأمر..؟...

رميت الورقة في وجهي بغضب ومشيت.. فتحتها بفزع.. كان مخطوطاً عليها وبخط أنيق...

(جمانة.. مررت ولم أجدك.. أفكر بك كثيراً.. ماجد العاتكي)...

***

تركتني وراءك كالملسوعة ركضت خلفك بعد أن تمالكت

نفسي لكنك اختفيت بين الناس بسرعة شبح غاضب.. هرعت إلى

منزلك.. كاد زجاج الباب أن ينكسر بيدي وأنا أقرعه بجنون...

فتحت لي باتي الباب بفزع...

جمانة.. ما الأمر يا عزيزتي.. أنت شاحبة !... سألتها عنك لكنك لم تكن في البيت.. جلست مع باتي وروبرت.. أخبرتهما بما حدث وأنا ألهث كنت أرتجف انفعالاً.. صاح روبرت جمانة، دعك منه.. إنه معتوه.. اتركيه قليلاً حتى يهدأ ..

انهمرت دموعي على الرغم مني : لكنني لم أفعل شيئاً يا

بوب.. ربتت باتي على كتفي : جمانة.. ندرك كم تحبين عزيز كما يدرك هو ذلك.. لكنه مدلل ويؤذيك كثيراً .. إن كان يحبك لا بد أن يثق بك..

وضع روبرت يده على ركبتي قائلاً بصوته الرخيم : جمانة.. أنت صديقتنا أيضاً.. ونحبك مثلما نحبه.. لن نسمح لعزيز أن

يجرحك أكثر من هذا...

سألتهم : ماذا أفعل ..؟

روبرت جمانة أذهبي إلى المنزل وذاكري دروسك سنتصل

بك حينما يصل عزيز لتطمئني..

غادرت منزلهما مكسورة الخاطر.. ممسكة بورقة ماجد بحزن

ذليل وكأنه صك طلاقي، كنت أمشط الطرقات بحثاً عن منزلي..

شعرت وكأني في أحجية متاهات في داخل متاهات في داخل

متاهات...

حينما وصلت إلى منزلي ذهبت إلى فراشي بكامل ملابسي...

انكمشت تحت الفراش وكأني قطة صغيرة تهطل فوقها الثلوج في

ليلة برد قاسية.. حاولت الاتصال بك لكن هاتفك كان مغلقاً.. كنت

أضغط على زر الاتصال وأنا استجديه أن ترد ودوائر دموعي

الممتزجة بالكحل تكبر وتتوسع على وسادتي كالفحم السائل

شعرت وكأن حمماً من الجمر تستعر داخل معدتي.. أأموت وجعاً بسببك يا عزيز أم تفقدني عقلي ..؟.. لطالما شعرت بأنني سأموت يوماً بسببك.. ارتفع صوت نغمتك الخاصة، كان وقعها مختلفاً هذه المرة وكأني أسمع موسيقى أخرى.. لا أعرفها ... أجبتك بخوف : حبيبي......

قلت لي بلسان ثقيل وبكلمات مبعثرة : اسمعي.. أ س م ع ي..!!.. أتسمعين هذا الصوت...؟ كنت تهز علبة الدواء.. صوت اصطدام الكبسولات بعضها ببعض كان عالياً... عزيز دعنا نتحدث .... اسمعي.. أسمعت ..؟؟ هذا صوت مهدئات.. أخذت كبسولتين منها حتى الآن.. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى منها ؟ أرجوك.. لا تظلمني.. لا تسئ الظن بي !...

صحت في وجهي بغضب: سألتك سؤالاً.. أجيبي عليه... أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى من العلبة ؟...

لا أعرف.. انفجرت باكياً وأنت تصرخ : سأتناولها.. سأتناولها كلها وأموت وأرتاح...

عبد العزيز، أين أنت الآن..؟

لا شأن لك.. أنت خائنة.. تدعين الطهارة.. تلاعبت بي!...

عبد العزيز، أنا لم أفعل شيئاً.. صدقني..

اسمعي.. أعدك أن قلت لي الآن إنك كنت على علاقة بهذا

الرجل أن أنسى كل شيء... لكنني لست على علاقة به...

صرخت اسمعي ولا تقاطعيني.. إن اعترفت بهذا.. أعدك أن أنسى كل شيء.. وإن استمررت في إنكارك أقسم بربي على أن تندمي ..

لا بد من أن تسمعني لتفهم !... لا أريد أن أسمع شيئاً عدا ما طلبت منك أن تخبريني به...

انطقي.. انهمرت دموع القهر كالجمر على خدي : عزيز الله يخليك...

تكلمي !.. قولي إنك على علاقة به.. إن نطقت بأمر آخر أقسم

بالله أن أغلق هاتفي وأن أنهي ما بيننا الآن...

أسمعني......

قاطعتني صائحاً : أنطقي... قلت لك بلا وعي : كنت على علاقة به... ارتفع صوت بكائك .. يا حقيرة... عبد العزيز أرجوك...

صرخت في وأنت تشهق : أنت رخيصة ..... ظننتك ملاكاً لكنك شيطان في جسد امرأة..

عنه ..

أنت من أجبرني على قول هذا !...

سأدمرك.. أنت لا تدركين ماذا أستطيع أن أفعل بك...

أنا لم أفعل شيئاً.. لا أعرف عنه شيئاً منذ أن حدثتك آخر عنه..

كاااااذبة.. لا أريد أن أسمع صوتك ولا أن أراك مرة أخرى...

اسمعي.. أنا أحذرك من أن تحاولي الاتصال...

عبد العزيز !...

أن أردت أن أدمر حياتك.. فقط حاولي أن تتصلي...

                                                                   ٤٢

احببتك اكثر مما ينبغي Where stories live. Discover now