الفصل العشرون

50 2 0
                                        

- ماما! ممكن تغنيلي الأغنية اللي بحبها؟

قالتها تلك الطفلة الجميلة وهي تضع رأسها على وسادتها ليلًا، كانت والدتها تجلس على طرف السرير وتمسح على
شعر صغيرتها فهزت رأسها بالإيجاب وابتسمت قائلة:

- اي رأيك نغنيها سوا يا بطة؟

ابتسمت الطفلة وهزت رأسها بحماس ليغنوا سويا بصوت خافت:
" أنتِ الأمان ... أنتِ الحنان ... من تحت قدميك لنا الجنان ... عندما تضحكين تضحك الحياة ... تزهر الآمال في طريقنا نحس بالأمان ... أمي أمي أمي ... نبض قلبي نبع الحنان ... أنتِ الأمان ... أنتِ الحنان ... من تحت قدميك لنا الجنان ... من عطائك تخجلي ... أبداً لم تتململي ... يا شمعة دربي يا بلسم الزمان ... أمي أمي أمي ... نبض قلبي نبع الحنان "

ضحكت فاطمة ببراءة بعد انتهائهما من الغناء فقبّلتها والدتها على خديها كثيرا وهي تحتضنها بحنان وحب، ثم قامت بتغطيتها جيدا وهمت بالنهوض فاستوقفتها فاطمة وهي تقول ببراءة:

- ماما هو ليه في ناس وحشين في الدنيا؟!

نظرت لها والدتها لبرهة ثم قالت:
- علشان إحنا في الدنيا دي ف امتحان يا بطة .. لازم يبقى في ناس كويسة وناس وحشة

فاطمة: طب ليه منبقاش كلنا كويسين ونحب بعض؟

نظرت لها بحزن ثم ابتسمت وقالت:
- الدنيا دي يا بطة زي الكارتون اللي بتتفرجي عليه فيه الخير والشر .. بس خليكي فاكرة أن الخير هو اللي دايما بينتصر فالاخر

هزت رأسها بإبتسامة فضمت والدتها يدها وقربتها منها وهي تقول:
- اوعديني إنك متستسلميش ولا تيأسي مهما حصل وتكوني قوية ومفيش اي حاجة توقفك

لامست قبضتها يد صغيرتها التي قالت بإبتسامة:
- أوعدك يا ماما

والدتها وهي تمسح على شعرها:
- لما تكبري عايزة أشوفك احسن مني في كل حاجة يا فاطمة اتفقنا؟

اومأت برأسها بالايجاب بسعادة فطبعت حسناء قُبلة على جبينها وأهدتها دميتها المفضلة "ريمي"، فاحتضنتها
فاطمة وأغمضت عينيها بسعادة، غادرت والدتها الغرفة وألقت عليها وعلى أخيها الذي يغط في نوم عميق نظرة
حب وأطفأت الاضواء.

**********

فتحت عينيها ببطء شديد وقد شعرت أن الدنيا من حولها بيضاء بالكامل، سمعت أصوات بكاء من حولها وأصوات
أخرى تنادي بإسمها، لم تعلم أين هي ومن هؤلاء بالضبط؟، شعرت بأحدهم يلامس قبضتها ويبكي بصوت عال، لقد
عرفت اخيرا من صاحب هذا الصوت، إنها صديقتها الغالية منى التي كانت منهارة من البكاء وهي تقول:

- بطة!!! الحمد لله فوقتي الحمد لله!!! خضتيني عليكي أوي!!! ليه يا بطة عملتي كدا ليه؟!!!

قالت كلماتها وأمسكت يدها وقبّلتها ببكاء، كانت فاطمة تشعر بدوار شديد لكنها رأتهم جيدا، الجميع في حالة بكاء
هيستيرية، ومشاعر الحب تفيض من عيونهم، اقترب منها إبراهيم بكرسيه المتحرك وقال ببكاء:

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن