الأمَايا، الفتاة الهجينة.

ظِلال البداية.

لن تشعر بالألم الا اذا شعرت به، لن تفهم مشاعر البشر الا اذا مررت بما عاشوه.. فالألم لايفهم بالكلمات، بل بالمعاناة... وحدها التجربة، تعلمك

في عالم يُدنِّس الحب بالكراهية، أنت مجرد جبان صادق في مشاعره، لايستحق العيش...أكذوبة صدقها الجميع و قدسها، فصارت القلوب سوداء.. و العقول رمادية.

أرواح بلا رحمة تأكل لحمك و أنت حي

اذا كنت ستظهر مشاعرك فأحتفظ بها لأنك ستبدو كأحمق صدق ألعوبة المشاعر،... في هذا العالم الطيبة ضعف، و الحب سلاح موجه لصدر صاحبه، فقلبك هو عدوك... مجرد بيدق في يد من أحببت.

من خانك مرة و تلاعب بك، سيخونك مرة و ألف مرة حتى لو أحبك بصدق.

*****
***
**
*

بشرة شاحبة اللون، أعين حمراء، أنياب حادة، و القدرة على التشافي... مئات السنين.

كل هذا يدلنا على شيء واحد لا أكثر، الكائنات التي يطلق عليها البشر مصطلح الأسطورة، المسماة بِـ'مصاصي الدماء'

قد تكون الأسطورة حقيقة، تعيش وسط البشر و تحاكي تجاربهم، ربما البشر من يعمل لديهم

صداقات و علاقات كُوَّنت معهم دون أن يدري أحد بذلك.

تلك المخلوقات الشاربة للدماء التي نراها في الأفلام و نتمنى أن نقابلها... لربما إن كانت حقيقية لتمنينا اِختفائها كليا.

..............................................................................................

ظلام دامس، ضوء خفيف بالكاد يظهر ملامح الجالسين، في عُقر غابة محاطة بأشجار عمرها يزامن أعمارهم... كنيسة هُجرت من مئات السنين دافنة خلف جدرانها المهترئة قصص و حكايات لايعرفها أحد الا جثث اندفنت في قبور و تحللت لتصبح عظام

رائحة الصدأ مختلط برائحة الدماء

هذا كل ما تشُمه

كان الصمت سيد المكان، كؤوس مملوءة بلون أحمر قاتم موضوعة فوق الطاولة أمام كل فردٍ منهم

"دم سيء، إنها مُرة، من قام بإحضارها؟."

تساؤل و عيناه تحدق في البقية

توقف الجميع عن شرب كؤوسهم ملفتين انتباههم لقائدهم

"أنا من قمت بذلك"

أجاب أحدهم بتردد

"اذن لاتقم بذلك في المرة القادمة"