الفصل التاسع عشر

52 3 0
                                        

أمام مرآتها الكبيرة تجلس تلك الفتاة الفائقة الجمال وهي تقوم بتمشيط شعرها الطويل والناعم كالحرير، ثم قامت بوضع بعض المكياج في وجهها ووضعت ملمع الشفاه الخاص بها ذو اللون الوردي، ثم نظرت لنفسها في المرآة
وباعدت بعض خصيلات شعرها عن وجهها وابتسمت ابتسامة عريضة.

وفي أثناء ذلك سمعت صوت جرس الباب فذهبت ونظرت من العين السحرية لتجد شهد ففتحت الباب وقالت:

- خير يا شهد في حاجة؟!

كان يظهر عليها ملامح القلق فقالت:
- مريم تعالي بسرعة تيتة تعبانة!!

تفاجأت مريم ثم قالت:
- طب خليكي جمبها وأنا جاية وراكي علطول

ذهبت تبحث عن إسدالها وارتدته بإستعجال واتجهت للأسفل، فوجدت الجدة نائمة على الأريكة ويبدو عليها التعب والارهاق، والجميع يجلس من حولها بقلق، جلست بجوارها وقامت بما يلزم من قياس الضغط والسكر ونسبة
الاكسجين وما إلى ذلك فقالت:

- ضغطك عالي شوية يا طنط .. واضح إنك كنتي متنرفزة

زفرت بضيق وهي تنظر لإبنها وليد الذي أغضبها هذا الصباح كثيرا وقالت:

- ولادي دايما بيغلبوني يا مريم اعمل ايه؟!

ابتسمت لها وطبعت قُبلة على جبينها وقالت:
- مفيش حاجة تستاهل صدقيني .. صحتك عندنا بالدنيا كلها

ابتسمت لها ثم قامت مريم بإعطائها حقنة فشكرتها كريمة كثيرا، نظر رامي وعماد لها بإنبهار من جمالها الملفت
وخصيلات شعرها المنسدل على جبهتها، فمع استعجالها نسيت أن تهندم ملابسها وتزيل ذلك المكياج.

وفي هذه الأثناء جاء عمر وألقى عليهم التحية، ثم شعر بالقلق عندما رأى جدته ممددة على الأريكة والجميع حولها فقال:

- اي خير يا تيتة مالك؟!!

الجدة: مفيش حاجة يا عمر أنا كويسة .. بس تعبت شوية ودكتورتنا مريم طمنتني وبقيت تمام الحمد لله

تنفس الصعداء وطبع قُبلة على يدها ثم اتسعت عيناه بصدمة كبيرة عندما رآها بتلك الهيئة، ثارت الدماء في عروقه وشدها من ذراعها وراءه وسط ذهول الجميع، كانت تتكلم معه أثناء صعودهما تريد أن تفهم منه ما يحدث لكنه لم يجيبها، دلف الشقة وأغلق الباب ووقف أمامها قائلا بغضب شديد:

- اي اللي إنتي عملاه في نفسك ده؟!!!

مريم بعدم فهم: عاملة ايه مش فاهمة؟!

أمسك كتفيها ولفها ناحية المرآة الكبيرة في الصالة، شهقت مريم بذهول من هيأتها فأغمضت عينيها وهي تعلم أن بركانًا سينفجر عليها الآن، زفرت بخوف ثم استدارت وقالت وهي تنظر للأسفل بندم:

- عمر والله ما خدت بالي شهد جات وقالتلي أن طنط كريمة تعبانة وخضتني فنزلت بسرعة ونسيت اني حاطة ميكب

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن