الفصل الثامن عشر

48 3 0
                                        

" حبيبي عمر .. باباك كان بيحلم بمشروع كبير أوي نفسه يحققه .. اشترى أرض كبيرة وحط حجر الأساس بتاع
المشروع ده .. كان نفسه يبني أكبر مستشفى في مصر الناس تتعالج فيها بالمجان .. يمكن ملحقش يحقق الحلم ده بس أنت بإيدك تخليه حقيقة .. وانا كان حلمي اعمل مشروع صغير للمشغولات اليدوية الخاصة بشغلي .. كان نفسي أجمع أكبر عدد من الستات اللي بتشتغل ترزي وبالشغل نكبر ونكبر لحد ما يبقى مصنع غزل ونسيج كبير .. دي كانت احلامنا انا وباباك اتمنى في يوم تخليه أنت حقيقة على أرض الواقع .. وأنا واثقة إنك هتقدر يا عمر "

ابتسم وقد تذكر تلك الكلمات وهو يقف في ذلك المكان، كان موجودا في وسط ارض فضاء واسعة لا يوجد فيها شيء، اقترب من ذلك الحجر ولامسه بأصابعه فقال له جده:

- ده كان حجر الأساس بتاع المشروع اللي متعملش .. لما أحمد مات معظم المستثمرين سحبوا فلوسهم ونسيوا الفكرة

ثم أشار لمبنى كبير يبدو عليه القِدَم وقال:
- وده مبنى شركة مقاولات كان بيديرها بنفسه لكن الشركة انهارت بعد وفاته والعمال مشيوا لأنهم مقدروش يكملوا من غيره .. ابوك يا عمر كان دايما بيفكر برة الصندوق بيقول أفكار غريبة ومستحيلة على أرض الواقع .. كنت دايما بقوله أن صعب اوي أحلامه تتحقق لكن عمره ما كان بيستسلم .. بالفعل شركته كان شهرتها اكبر مما تتخيل واتعاون مع اكبر الشركات العالمية والمستثمرين كانوا على قفا مين يشيل بس بعد موته كل حاجة انهارت ومحدش فينا عرف يدير المكان بعده

نظر عمر لتلك الشركة المهجورة مطولا ثم التفت لجده وقال بإبتسامة:

- ولو في واحد يقدر يديرها من بعده يا جدو؟

ابتسم الجد وقد فهم ما يقصد وقال:
- ده يبقى يوم عيد يا عمر

عمر بنظرة مليئة بالأمل:
- في يوم الحلم هيبقى حقيقة بإذن الله .. وده وعد مني

**********

دلفت المطبخ وعلى وجهها علامات الغضب فقالت بصوت عال:
- القهوة بتاعتي اتأخرت ليه؟!!

قالت إحدى الخادمات:
- بنتأسف لحضرتك يا لبنى هانم ثواني وهتبقى جاهزة

لبنى بغضب: مفيش حاجة اسمها ثواني!! معروفة أن قبل الضهر بشرب قهوة مظبوط!! كون أنكم مجهزتوش
القهوة بتاعتي ده معناه أنكم مش واخدين بالكوا من شغلكوا!!

ثم قلّبت نظرها فيهن واحدة تلو الأخرى وقالت بتساؤل:
- فين الأفندية اللي اسمها سحر؟! كلامي هيبقى معاها مش معاكوا

إحدى الخادمات: راحت تجيب حاجة وجاية علطول

وبعد لحظات دلفت سحر المطبخ وقد كانت سيدة ذات خمس وأربعين عاما، وهي كبيرة الخدم في الڤيلا والمسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة لهن، عقدت لبنى ذراعيها وقالت بسخرية:

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن