الفصل السادس عشر

59 3 0
                                        

- اي رأيك يا بطة؟!

قالها والدها وهو يُلبسها قلادتها الذهبية الجديدة، كانت فاطمة سعيدة جدا فقالت:

- الله! حلوة أوي يا بابا

والدها: ومش كدا وبس جواها صورتنا كمان علشان تحسي أننا جمبك في كل مكان

فتح والدها القلادة لتجد الصورة فزادت فرحتها واحتضنته، جلست حسناء بجواره ومسحت على شعر ابنتها وقالت:

- بس سلسلة دهب لبنت في سنها هيبقى خطر عليها .. افرض مثلا اتسرقت ولا وقعت منها

أحمد مطمئنا: متخفيش يا حبيبتي فاطمة هتحطها تحت الهدوم ومش هتبان .. وغير كدا فهي هتحافظ عليها علشان بطوطة حبيبتي بتسمع كلام باباها ومامتها مش كدا؟

ضحكت فاطمة وهزت رأسها بالإيجاب ثم رأت أخاها فركضت إليه وهي تريه القلادة قائلة بفرحة:

- عمر! شوفت السلسلة اللي بابا جبهالي؟

عمر بإنبهار: حلوة أوي يا بطة!

عانقته بسعادة: أنا مبسوطة أوي يا عمر

أمسك كتفيها وقال: بس أوعى تضيع منك لازم تحافظي عليها

ضمت يدها وقالت بإبتسامة: وعد

ابتسم لها وفعل المثل ثم ضمها إليه بحب تحت أنظار والديهما اللذين يرمقانهما بسعادة كبيرة.

**********

ذكريات كثيرة تراها رأي العين أمام أعينها التي تفيض من الدمع بغزارة، وما تزال تبتسم بتلك الطريقة وقلبها يدق
فرحا كأنه بُعث من جديد، ها هي ترى صورة عائلتها الصغيرة أمامها، صورة من أحبت وعاشت أجمل سنين عمرها ولو كانت قصيرة، ها هو والدها الحبيب أمامها في الصورة وكأنه ينظر لها بإبتسامة، تذكرت كيف كان يلعب معها ويحملها فوق كتفه ويلف بها أرجاء المكان وصوت ضحكاتها تطرب أذنيه، ضحكت عندما تذكرت تلك الأيام وكأنها بالأمس، ثم نظرت لوالدتها الغالية التي كانت في ريعان شبابها، وكأن لسانها يقول كم أنا أشبهكِ يا أمي! لقد صرت مثلكِ تماما وكأنني انعكاس صورتكِ في المرآة، أنا سعيدة لأجل ذلك وأتمنى أن أكون مثلكِ في صفاء قلبكِ ونقائك وحنانك الذي ليس له مثيل، ثم نظرت لأخيها العزيز وهنا زادت دموعها أكثر، أخي الحبيب إني أفتقدك كثيرا، لقد تركت فراغا كبيرا في حياتي، أترى كيف تحتضني في هذه الصورة؟ كم أود لو أنعم بذلك الحضن مرة أخرى.

كيف استحالت الأمور إلى هذا الحد؟!، لا أصدق أني عشت كل هذه السنين بدونكم، لقد عشتها وكأنني ميتة ومدفونة في أعماق الأرض، آهٍ لو تعلمون كم أشتاق إليكم، آهٍ لو تعلمون أني أتمنى أن أراكم مرة أخرى ولو كلمح البصر، لم أعلم مدى تعلقي وحبي لكم سوى عند فراقكم يا عائلتي الجميلة، أحبكم حبا لا مثيل له، أحبكم إلى ما لا نهاية.

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن