استيقظ من نومه لينظر بجانبه إلى تلك الصغيرة التي تنام بجانبه كل يوم نيابة عن زوجته حتى انه اعتذر لزوجته عن هذا الأمر وعن تقصيره بحقها ولكنها كانت متفهمه له و ككل مرة تثبت له أن فعل افضل شيء بحياته عندما اختارها شريكة له،، مد كفه يبعد خصلاتها الشقراء المبعثره على جبينها برقة وحنان شقت ابتسامة حزينه ثغره وهو يحدق بملامحها شبية ابيها كما يناديها لاتشببه شكلا فقط بل تصرفات وكلام وكأن والدها خلق مرة أخرى بها ابتسم أكثر عندما تذكر انها كأبيها لاتفكر ابدا وكأن لاوجود لعقل داخل راسها فهي تفعل فقط لاوجود التفكير داخل قاموس حياتها،،زفر أنفاسه بحزن عليها ولدت وكبرت دون أن ترى والدها لمرة واحدة حتى،، يشعر بالذنب ينهش داخله كلما نظر لها يضع لوم خطف والدها على عاتقه فهو استهان بالمدعو سميث ولم يحمي أخاه جيدا رغم انه يفعل لها كل شيء قبل أن تطلبه ويقضي معها اوقات أكثر من أولاده وينام بجانبها كل ليلة لان أخيه عندما كان صغير لاينام الا بجانبها ومن شخصيتها المشابه لابيها استنتج ذلك ففعل دون أن تطلب لكن رغم كل هذا يشعر بالذنب اتجاهها يشعر ان هناك فراغ داخل حياتها لن يملئها سوى وجود جاد
فتحت عيناها الخضراء كما والدها بنعاس لتبتسم باتساع تمسك يد جاسر التي تمسد راسها بين كفيها الصغيرتين وتقبلها هاتفة : بابا انت جيت امتى انا استنيتك مبارح ولما تأخرت نمت
اخذ جاسر كفها الصغير يقبله بحنان هاتفا : احنا اتفقنا على ايه
زمت شفتيها بعبوس هاتفة : ان انت عمي مش ابويا انا عارفه بس هو مش موجود دلوقتي يبقى لما يشرف حضرته هبقى انادي بابا ولا اقولك مش هنادي اصلي انا مقموصه منه اوى هو في حد يسيب بنته كل دي السنين من دون ولا تصال حتى خلاص انت بابا
دمعت عيناه وغامت بغضب من نفسه على تأخره بايجاد أخيه فهذا ماخاف منه قد حدث ابنته بدأت تفهم الحياة وتعي عدم تواجده معها هتف بهدوء معاكس لما يعصف داخله : انتِ بتكرهي بابا ياريحانه
نهضت تتربع على سرير بجانبه تهز راسها بنفي : لااا مبكرهوش صح انا مشفتهوش غير بالصور ولا تكلمت معاه بس من كلامك عنه وكلام ماما ويحيى وابهر وياسين يووووه احنا هنقعد نعد هي كل العيلة وخلاص المهم انا بقيت بحبه و مستنيه يشرف حضرته
ابتسم على كلامها الذي لايناسب عمرها ابدا لكنها بالآخرة شبية والدها فكيف ستكون قاطع تفكيره سؤالها
ريحانه : بقول هو بابا الغايب قبطان وانا معرفش
قطب جبينه بعدم فهم : قبطان!! لا ليه السؤال دا
هزت بيدها بلامبالاة : مهو غايبه دا فكرته قبطان قلت يمكن حصلت عواصف كدا ولا كداواخرته زي مابيطلوا ف البرامج
نهض يجلس أمامها هاتفا بابتسامة باهته : لا مش قبطان بس العواصف موجوده ادعيله ربنا ينجي منها عشان يرجع

أنت تقرأ
LXXXIV CCCVI IX " الجزء الثاني من رواية من أنا "
Actionكان يبحث كل يوم في كوم القش عن تلك الابرة لكن هدفه لم يكن سوى أيجاد ذاتهُ المفقوده