🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل الثاني والعشرين (2)
تلملمت في نومتها وقد عاقها ثقل ثوب زفافها الذي غفت به... ببطئ أخذت تفتح عيناها لتنصدم بتلك الحقيقة التي ظنتها كابوسًا ستفيق منه عندما تستيقظ.
ثوب الزفاف الذي مَازالت ترتديه أكد لها ما عاشته ليلة أمس.
دمعت عيناها؛ فهي لا تفهم سبب لتصرفه ولم تستطيع سؤاله عن سبب ابتعاده عنها...
وهل يترك رَجُلًا زوجته في أول ليلة لهم معًا ويُخبرها أن لكلّ منهما غرفة منفصلة !!
_ لا، ده حلم أنتِ عايشه جواه يا "زينب"...
لقد أرهقها عقلها من كثرة التفكير...نهضت من على الفراش تجر ثوب زفافها الذي أسقطته أخيرًا أسفل قدميها واقتربت من المرآة تنظر إلى مظهرها المشعث.
لا تعرف كم بقت في المرحاض الملحق بغرفتها لتقف متيبسة عند خروجها.
تراجعت بخُطواتها عندما رأته يقف في منتصف الغرفة.
تعلقت عينين "صالح" بها ببطئ وقد استقرت عيناه على شعرها النديّ الذي تتقطر منه المياة.
عضت على شفتيها عندما شعرت بأن نظراته تلتهمها وقد استمر بتحريك عيناه على جسدها الذي التف في ثوب قطني قصير عاري الأكتاف.
أشاح عيناه عنها وازدرد لُعابه بعدما أدرك أن نظراته قد طالت ليخرج صوته بخشونة.
_ الفطار جاهز.
قالها وغادر دون كلمة أخرى... وقد انفلتت أنفاسها أخيرًا بعد مغادرته.
....
حالة من الشرود اِنتابتها منذ أن وصلت إلى مكان عملها، الإرهاق كان يحتل ملامحها الحزينة...
تنهيدة طويلة خرجت من شفتيها بعدما أغلقت الملف الذي طالت مراجعتها له ولم يكن هذا من عادتها.
_ التنهيدة دي أنا عارفاها.
قالتها "سلوى" التي استندت بذقنها على كف يدها وتنهدت هي الأخرى وقد رفع زميلهم "بسام" -الذي استلم وظيفته منذ أيام- رأسه وابتسم.
ازدردت "ليلى" لُعابها وحاولت السيطرة على نبرة صوتها.
_ تقصدي إيه يا "سلوى"؟
_ تنهيدة الحب يا "لولو".
ألقت "سلوى" كلامها ثم أسبلت أهدابها ورفرفتها واستطردت قائلة بعدما تذكرت أخر قصة حب لها.
_ هو فيه حد بيخلينا من غير عقل غيره.
تجمدت ملامح "ليلى" بعد كلام "سلوى" وقد خرجت ضحكات "بسام".
_ حب إيه يا "سلوى" اللي هفكر فيه في الشغل.
قالتها "ليلى" بضيق ثم نهضت والتقطت الملف الذي كانت تقوم بمراجعته.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...