الفصل العاشر

85 3 0
                                        

استيقظ فزعًا من على سريره، نظر بجواره فلم يجدها فذهب بسرعة ليبحث عنها، أخذ ينادي على اسمها مرارًا لكنها لم تجب، زاد قلقه ولم يدر ماذا يفعل، وبعد لحظات قصيرة دلفت لداخل الشاليه فاتسعت عيناها بدهشة عندما رأته بذلك الحال، كادت تسأله لكنه ذهب إليها مسرعًا وضمها إليه بقوة، حاولت أن تعرف منه ما يجري لكنه لم يرد وظل يحتضنها أكثر، أمسكت وجهه بكفيها وقالت بقلق:

- في اي يا عمر قلقتني؟!!

عمر: مفيش .. صحيت وملقتكيش جمبي وفضلت أنادي كتير وإنتي مردتيش فقلقت

مريم بضحكة: يعني هكون هربت مثلا؟! أنا صحيت بدري ومكنتش عايزة أصحيك فطلعت برة أشم شوية هوا وألعب مع سنووايت وبعدين دخلت فلقيتك مفزوع بالشكل ده

تنهد بإرتياح وجلس على الأريكة، أحضرت له مريم بعض الماء وقالت:
- بس غريبة منك بصراحة .. حاسة إنك بتبالغ حبتين

رشف من كوب الماء وقال:
- مش ببالغ .. أنا صحيت بسبب حلم هو اللى خلى شكلي كدا

مريم: خير اللهم اجعله خير .. طب احكيلي حلمت بإيه؟

زفر بعمق وقال: حلمت إني كنت راجع الحارة وروحت بيتك فملقتش حد .. فواحد من الجيران قالي أنه النهاردة فرحك! .. أنا اتجننت وروحت القاعة فلقيتك قاعدة فالكوشة مع واحد تاني بس شكله مكنش باين .. إنتي شوفتيني وقولتيلي إني اتأخرت أوي .. حاولت اتكلم بس إنتي مسمعتليش وبعدين راح العريس حاضنك ولف بيكي المكان وصوت ضحكتك بترج القاعة .. وأنا اتجننت وحاولت أروح وأضربه بس كل مرة بقرب فيها بحس نفسي ببعد أكتر .. ففضلت أبكي وأنا شايفك مبسوطة معاه .. وفجأة راح بصلي وابتسم ابتسامة مستفزة فشوفت شكله وعرفت أنه خالد عزام صاحبي .. وبعدين صحيت مفزوع زي ما شوفتيني

ساد الصمت للحظات حتى قطعته مريم قائلة بهدوء:
- كنت غيران عليا؟

عمر بضيق وهو يتذكر الحلم:
- كنت هتجنن بجد! .. عايزاني أشوفك مع واحد كان عايز ينافسني وياخدك مني ومحسش بالغيرة؟!! مهما أوصفلك إحساسي مش هقدر .. كنت خايف! كنت خايف يكون الحلم ده حقيقة!

كانت ملامحها هادئة جدًا وهي تستمع له، لكنها تخفي فرحة كبيرة لرؤية غيرته عليها التي تحبها كثيرا فقالت:

- ولو طلع حقيقة كنت هتعمل ايه؟

نظر لها بعين زائغة وقال:
- معرفش .. حقيقي معرفش

تنهد بعمق وقال بعين دامعة:
- بس كنت هبقى ندمان طول عمري إني ضيعتك من ايديا .. لأني مكنتش هلاقي زيك أبدًا .. مكنتش هلاقي واحدة في جمالك وأخلاقك وحنيتك وقلبك الطيب .. مكنتش هلاقي واحدة تفهمني كأني كتاب مفتوح
قدامها .. أنا عشت حياتي كلها شايل حبك في قلبي ومش عايز أبينه بسبب خوفي عليكي .. قلبي اتقطع لما شوفتك اتخطبتي لأسامة ومقدرتش أخبي مشاعري ناحيتك ساعتها .. إنتي كنتي حلمي من صغري يا مريم .. ومكنش ينفع الحلم ده يتحول لكابوس

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن