فتح عينيه ببطء وأخذ يشد على ذراعيه بكسل، نظر فلم يجدها بجواره، سمع صوت المياه في الحمام فعلم أنها بالداخل، فنهض من على السرير وأخذ يقوم ببعض تمارين الضغط المتتالية كما اعتاد أن يفعل كل صباح، حتى سمع توقف صوت المياه وخروجها بعد لحظات قليلة، كانت ترتدي روبًا أبيضًا وتقوم بتنشيف شعرها المبلل، وقف قبالتها بصدره العاري ذو العضلات البارزة والجسد اللائق وابتسم قائلًا:
- صباح الخير على أحلى عروسة في الكون
نظرت له بخجل عندما رأته عاري الصدر بذلك الشكل وأشاحت ببصرها بخدود متوردة وقالت بخفوت:
- صباح النور
اقترب منها مما جعلها تزداد خجلًا وارتباكًا، داعبت أصابعه خصيلات شعرها المبلل الطويل وقال:
- مكنتش أعرف أن شعرك جميل للدرجادي .. بس تعرفي أن الشعر ده وهو مبلول أحلى بكتير
كانت تنظر للجانب الآخر ولم تستطع أن تنظر إليه أبدًا، هزت رأسها ببطء وقالت بهمس:
- الحمام جاهز لو عايز تاخد دش .. هروح أحضرلك الأكل ولو احتجت حاجة ناديني
قالت كلماتها ومرت بجواره بسرعة لتهرب من ذلك الموقف المحرج ليمسكها عمر من خصرها ويضمها إلى صدره، كانت أنفاسه تلفح وجهها وهي تراه يبتسم لها بتلك الطريقة التي تحبها كثيرًا، فقال لها بهمس:
- إنتي مكسوفة مني يا مريم؟
زادت ضربات قلبها حتى أنه شعر بها لأن صدرها يلتصق به، فقالت وهي تتتحاشى النظر لوجهه:
- عمر وضعنا كدة مش لطيف
ضمها إليه أكثر ليحيطها كليًا مما جعل وجهها شديد الحُمرة لأعلى درجة، أمسك ذقنها ورفع رأسها إليه لينظر لعينيها الجميلتين فقال:
- تعرفي .. لما ببص لعينيكي بحس إني تايه جوا عالم من الأحلام .. عالم جميل مليان عصافير وبساتين وشجر وخضرة .. عينيكي دول نقطة ضعفي الوحيدة في الدنيا دي .. مش مصدق أنهم بقوا ملكي أنا لوحدي .. حقيقي أنا أكتر إنسان محظوظ في الكون
نظرت له لبرهة وابتسمت لتبتسم عيناها أيضًا، لم يستطع مقاومة تلك النظرة ليُقبّل شفتيها وهو يضمها إليه بقوة،
ثم نظر إليها ليجد وجهها كله باللون الأحمر لتجري بسرعة من أمامه، نظر خلفه وضحك ثم دخل إلى الحمام، أما هي
فذهبت للمطبخ وصدرها يعلو ويهبط بصورة جنونية، وقلبها يدق بسرعة وبلا توقف، حاولت السيطرة على أنفاسها فلم تستطع، حتى هدأت بعد مدة واستعادت رباطة جأشها، فبدأت في إعداد الطعام وعلى وجهها ابتسامة عريضة وهي تتذكر ما حدث، كانت تشعر بسعادة لا يمكن وصفها، وتمنت من أعماق قلبها أن تدوم هذه السعادة للأبد.
**********
- يعني أعمل فيك ايه تاني؟!! أنا مش منبهة عليك متتخانقش مع حد؟!! مش عايز تسمع الكلام ليه؟!!
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
