تزينت الڤيلا بالألوان والبالونات الجميلة، وتعالت نغمات الموسيقى في الأنحاء، فاليوم هو اليوم المنتظر، هو يوم
حفل زفاف عمر ومريم، كان الجد يقوم بالترحيب بالضيوف الذين أتوا من القاهرة خصيصًا لحضور الحفل،
والجدة تقوم بمساعدة الخدم في إعطاء الضيوف مشروباتهم ووجباتهم.
وعلى جانب من الحفل، تجلس بسمة وعلى وجهها علامات الضيق الشديد، جاءت إليها فرح وقالت:
- إنتي قاعدة هنا وكلنا بندور عليكي؟!
بسمة: عايزين مني ايه؟
رفعت حاجبيها بتعجب وقالت:
- اي يا بسمة مالك مضايقة ليه؟! إنتي مش فرحانة لعمر؟!
تنهدت بضيق وقالت: لا فرحانة أوي بصراحة .. أصله ما شاء الله هيجيب واحدة من الشارع منعرفش عنها حاجة
وتعيش معانا ف الڤيلا
فرح بذهول: عيب يا بسمة اللي بتقوليه ده!! إنتي عارفة لو جدو سمعك بتقولي كلام زي ده هيعمل ايه؟ متعمليش
مشاكل في يوم زي ده أرجوكي
سمعوا نداء الجدة كريمة فقالت فرح:
- يلا بينا تيتة بتنادي وافردي وشك وكفاية اللي بتعمليه ده
قامت من مجلسها وعلى وجهها علامات عدم الرضا، فهي ما تزال غير راضية عن تلك الزيجة، فكيف له أن يهملها
بتلك الطريقة وفي نهاية المطاف يختار فتاة تعيش في الحارة من الطبقة المتوسطة.
**********
وصل العروسان إلى الڤيلا ورحب بهما عائلتيهما، كانت أسماء ونور برفقة مريم ولم يفارقوها لحظة وهشام برفقة
عمر، وعندما أطلت مريم بذلك الفستان الأبيض ذو الذيل الطويل تفاجأ معظم الحضور، كانت جميلة جدًا لدرجة
لا يمكن وصفها، رأتها بسمة وبرزت عروقها من الغيرة، فمريم تتفوق عليها في مقاييس الجمال كما تظن.
تعالت الزغاريد في الأرجاء واحتضنهما الجد والجدة بسعادة، أمسك عمر بيد محبوبته وذهبوا إلى ذلك المكان
المخصص للرقص، وأخذا يرقصان على نغمات الموسيقى الهادئة، كانت تنظر له بسعادة غامرة ولم تبعد نظرها عن وجهه وقالت بهمس:
- بحبك يا أغبى واحد في حياتي
رفع حاجبيه وقال: دلوقتي المفروض أفرح ولا أزعل؟!
مريم بضحكة: المفروض تفرح طبعًا .. هو أنت كنت تطول تتجوز واحدة زيي برضو
عمر بإبتسامة: بصراحة عندك حق .. أنا فعلًا محظوظ إني اتجوزت ملكة جمال زيك يا مريم
ضمت شفتيها وقالت في نفسها:
- اممممم معرفتش أستفزه برضو وكل مرة بيفاجئني بردوده الحلوة
كادت تتكلم حتى انتبهت فجأة عندما سمعت صوت زغرودة عالية ترج المكان، التفتت بسرعة لتجد فتاة ذات
نظرات طبية مستديرة ترتدي بلوزة بيضاء اللون طويلة وبنطلون جينز واسع، رفعت حاجبيها بتعجب من هيأتها
الغريبة واتسعت عيناها أكثر عندما رأت عمر يذهب إليها وعليه ملامح السعادة وعدم التصديق.
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
