وضعت يدها على جانب وجهه الأيسر لتجعله ينظر إليها مرة آخري، وقالت بصدق:
- لاء مش كذب، أنا مش هتجوز غيرك....عشان بحبك أنت يا باسل.
طوق وجنتيها بكفيه و همس لها قائلًا بلهفة:
- بجد يعني هتختاريني؟مالت برأسها و رمشت بعينيها بتثاقل، و أردفت ناظرة إليه بحب:
- ربنا اختارك ليا، و من ساعتها وقعت في حبك.سألها بعينين ضائقتين:
- امتى ربنا اختارني؟جالت بعينيها بحثًا في المكان، ثم وضعت إصبعها على فمها وقالت بصوت منخفض:
- ششششششش......وطي صوتك، عشان هي ممكن تسمعنا.
ضحك بلاوعي، و سألها مستغربًا:
- محدش هنا، عشان يسمعنا.حركت رأسها برفض، و قالت بإصرار:
- لاء هتسمع.استيقظ في صباح اليوم التالي و هو يشعر بألم في رأسه، و بثقل على صدره، حرك عينيه سريعًا لتقع على تلك التي تنام بعمق و تحاوط خصره بيدها، ثبت أصابعه على مقدمة رأسه و أغمض عينيه بقوة ضاغطًا على جفونه، و هو يحاول تذكر أحداث الليلة الماضية التي أودت بهما إلى هذا الوضع، و لكنه لم يفلح في تذكر أي شيء، سوى أنه طلب منها أن تشاركه في تناول السكاكر.
زفر بضيق و هو يبعدها عنه بحرص كي لا تفيق، ثم نهض واقفًا و هو يطالعها مغمغمًا بضيق:
- كل مرة بتأكد قد ايه أنتي رخيصة و مش مهتمة غير بالفلوس.
نزلت أروى بعدما أبدلت ثيابها و أدت فرضها، فكانت تشعر بألم في رأسها لا تعلم مصدره، فهي الأخرى لا تتذكر شيئًا سوى إنها قبلت أن تشارك باسل في تلك السكاكر، حتى أنها لم تتح لها فرصة كي تسأله عما حدث ليلة أمس، فعندما استيقظت من نومها وجدت نفسها في غرفته و تتوسط فراشه، و لكنه لم يكن بجانبها، بل لم يكن في الغرفة بأكملها، و عندما نزلت إلى غرفة الطعام وجدت الأحفاد بانتظارها على مائدة الطعام باستثناءه هو.
جلست أروى على المقعد الرئيسي للمائدة، بعدما ألقت عليهم تحية الصباح، فقبلت فداء و أخيها تلك التحية ببشاشة، أما حسام فقد زفر بضيق و لم يتحدث.
لاحظت أروى تذمره و الضيق الذي اعتراه عندما دلفت إليهم، فسألته ببسمة قاصدة إثارة غضبه:
- أخبارك ايه النهاردة يا حسام؟ شكلك مصحصح اهو.
أجابها باقتضاب:
- ايوه مصحصح، و الفضل لحضرتك مانعة خروجي من البيت و كأني عيل في خمسة ابتدائي.أجابت ساخرة:
- و هو أنت لو عيل في خمسة ابتدائي كنت شربت الزفت ده، و لا كنت هتروح الاماكن المنيلة دي!ألقى بقطعة الخبز من يده و هو يقول ساخطًا:
- و هو انتي كنتي مين عشان تتحكمي في تصرافتي، أمي و لا أبويا؟!

أنت تقرأ
أحفاد المُعز
Romanceفتاة عشرينية تدخل إلى عالم أحفاد المُعز، حيث ثلاثة شباب بطباع مختلفة و ميول قد زادت من الخلافات بين الأحفاد الثلاث، ستغزو حياتهم فجأة بصفتها زوجة لكبير عائلة المُعز و تتحدى الأحفاد الثلاث مما سيجعلهم يتكاتفون لطردها بعيدًا عن حياتهم، و لكن بدلًا عن...